أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء
واكتشاف “ثانية الفيمتو”
ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحامها ببعضها البعض، واكتشف الوحدة الزمنية التي تُلتقط فيها الصورة وسماها “فيمتو- ثانية” “Femto-Second” وهي جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وهذا الاكتشاف العبقري قد ساعد بالتعرف على الكثير من الأمراض بسرعة، فمن اكتشف “ثانية الفيمتو”؟! إنه العالم العبقري “أحمد زويل”..
من هو العالم المصري “أحمد زويل”؟
ولد الدكتور “أحمد زويل” في مدينة “دمنهور” في جمهورية مصر العربية في 26 شباط عام 1946، انتقل مع الأسرة إلى مدينة “دسوق” مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية العلوم “جامعة الإسكندرية” عام 1963م، وحصل على البكالوريوس- قسم الكيمياء- لعام 1967م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم حصل بعد ذلك على شهادة الماجستير من “جامعة الإسكندرية”، بدأ الدكتور “أحمد زويل” مسيرته العلمية كمتدرب في شركة “شل” عام 1966، ثم استكمل دراسته العليا في “الولايات المتحدة الأميركية” حيث حصل على شهادة الدكتوراه عام 1974 من جامعة “بنسلفانيا”، وتمّ تعيينه عضواً في هيئة التدريس في جامعة “كاليفورنيا التكنولوجية” عام 1976. أصبح أستاذاً مساعداً في الكيمياء الفيزيائية في عام 1982، وفي عام 1990 تم تكريمه بالحصول على منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد “لينوس بولينج”.
في عام 1991 تمّ ترشيحه لجائزة نوبل في الكيمياء، وبذلك يكون أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة، وهذا الاكتشاف سيتم استخدامه في العديد من المجالات مثل الطب، الالكترونيات، علوم الفضاء، الكيمياء، الفيزياء،… وغيرها!.
والجدير بالذكر أن الدكتور “أحمد زويل” متزوج من الطبيبة “ديما الفحام” وهي ابنة العلامة السوري “شاكر الفحام” الذي كان رئيس مجمع اللغة العربية في “دمشق”.
أهمية “ثانية الفيمتو”..
يمكننا أن نلاحظ وبالتصوير البطئ ما يحدث خلال أي تفاعل كيميائي، وبذلك نستطيع أن نشرح العديد من المعادلات والصيغ الكيميائية الصعبة التي لم نكن نفهمها سابقاً.
إن “ثانية- الفيمتو” تستخدم حالياً في مختلف أنحاء العالم لفهم ميكانيكية التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند إذابة أي من المواد الكيميائية المختلفة في السوائل، أو لتطوير أنواع جديدة من المواد الصناعية لاستخدامها في الالكترونيات، كما تستخدم في مجالات البحث الخاصة بدراسة الأنظمة البيولوجية المختلفة.
وأيضاً معرفة ميكانيكية التفاعلات الكيميائية تساعدنا على التحكم فيها حيث أن بعض التفاعلات الكيميائية لإنتاج مادة معينة قد ينتج عنها بعض التفاعلات الأخرى الغير مرغوب فيها، والتي يجب أن يتبعها عمليات التنظيف والفصل لاستخراج المادة المطلوبة، ولكن إذا أمكننا التحكم في التفاعلات الكيميائية سنستطيع تجنب التفاعلات الغير مطلوبة. وباستخدام “ثانية الفيمتو” نستطيع أن نرى تحركات الذرات كما تخيلناها قبل ذلك باستخدام كاميرا خاصة فائقة السرعة.
ويستخدم العلماء حول العالم الآن “ثانية الفيمتو” في دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية.
إن استخدام الكاميرا الفائقة السرعة التي استخدمها الدكتور “أحمد زويل” يجعل مشاهدة التفاعلات الكيمائية أثناء حدوثها ممكناً، كما يستطيع متفرج كرة القدم أن يشاهد مشهد الإعادة “للكُرة” في المباراة بالتصوير البطيء.
الجوائز التي حصل عليها الدكتور “زويل”..
في عام 1995 تسلم العالم الكبير الدكتور “أحمد زويل” وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس “حسني مبارك”. وفي عام 1998 تمّ إصدار أول طابع بريدي يحمل صورته في مصر، كما أنه نال شهادات فخرية من الجامعة الأميركية في “القاهرة”.
وفي سن 52 سنة حصل الدكتور “زويل” على جائزة “بنيامين فرانكلين” لإنجازاته وإسهاماته العلمية، وقد أقيم احتفالاً كبيراً في 30 نيسان عام 1999 في مدينة “فيلاديلفيا” الأميركية، وتابع العرب في كل مكان من العالم هذا الاحتفال ليشاهدوا الدكتور “أحمد زويل” يتسلم أسمى جائزة علمية يمكن أن تقدّم لعالم في الولايات المتحدة.
كما أنه حاصل على عدة جوائز وميداليات، مثل جائزة “ويلش” عام 1997، جائزة “ليوناردو ديفنشي” للامتياز عام 1995، وجائزة “وولف” عام 1992، و”هربرت برويدا الهيئة الأميركية للفيزياء” عام 1995 ، وجائزة الملك فيصل الدولية. وقد انتخبته الأكاديمية البابوية بالحصول على الوسام الذهبي عام 2000، واختاره الرئيس الأميركي “أوباما” ضمن مجلسه الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا. وقد ألف عدة كتب منها:
1- “رحلة عبر الزمن” 2- “الطريق إلى نوبل” 3- “عصر العلم” عام 2005
4- “الزمن” عام 2007 وأخر مؤلفاته “حوار الحضارات” سنة 2007.