السيدة هالا قوطرش دشتي: المرأة في سورية وضعها جيد ولديها حقوق أفضل من بعض البلاد العربية
ريما الزغيّر
سيدة أعمال معروفة بنزاهتها وطلتها الراقية، تحب الأناقة باحتشام للمرأة العصرية والدمج بين الأسلوب التقليدي والقصات الجديدة، أدخلت بعض التطريزات المنمنمة واللامعة وبألوان هادئة بالإضافة لاهتمامها بالمرأة العملية وأزياء “السبور شيك” افتتحت مؤخراً محل “يوشي” للمجوهرات وطموحها ما زال يكبر ويكبر.
إنها السيدة “هالا قوطرش” صاحبة محلات “يوشي” yooshi التي كان لنا معها هذا الحوار…
متى بدأت فكرة إطلاقك ماركة “يوشي”؟
الفكرة تعود لحوار دار بيني وبين ابنتي عندما كنا نتجول في أسواق إحدى الدول الأوربية، حيث سألتني لماذا لا يوجد عندنا في “سورية” ماركات؟ وقالت بحماس: عندما سأكبر سأطلق ماركة “يوشي”، ومن هنا بدأت الفكرة تلمع في مخيلتي، ومع مرور الأيام، وبعد أن أصبح الوقت في “سورية” مناسباً حيث الانفتاح الكبير الذي حصل بفضل السيد الرئيس والسيدة عقيلته اللذين أعطونا الأمل والدعم، فكرت باستيراد بعض الماركات “الإيطالية” لأنها برأيي تخلق منافسة من جهة وتكمّل الصناعة الوطنية من جهة أخرى، كما أنها تجعل المرأة السورية تتسوق ما تريد وهي في بلدها، ومن هنا كانت البداية، وبعد أن أقمنا كل التجهيزات وسجّلنا أزياءنا كماركة عالمية تعاونا مع المصمم العالمي “FABIO MENCONI” وعندما طرحت عليه الفكرة شعرت بالسعادة من ردة فعله لأنه تقبل فكرة إطلاق ماركة جديدة تنطلق من “سوريا” وتصدّر مستقبلاً ما تنتجه من الأزياء للخارج.
الأزياء المحتشمة تعطي للمرأة مزيداً من الاحترام
هل تضعين لمساتك وأفكارك في الأزياء التي تصممونها؟
طبعاً أضع أفكاري في التصاميم التي نصنعها، وأختارها دائماً بطريقة تناسب المرأة العربية والإسلامية والسورية حيث نبحث عن ما تحبه وعن الزي الذي يناسبها ويجعلها تظهر بشكل محترم ولائق، وأنا أرى أن الأزياء المحتشمة بشكل منطقي ومعقول تعطي للمرأة مزيداً من الاحترام، أكثر من الأزياء الأخرى التي لا أنكر أنها جميلة لكنها ليست ضمن الخط الذي نعمل به، كما أني أحب تصميم الأزياء الكلاسيكية التي تناسب الكثير من السيدات.
لماذا اعتمدت على مصمم أزياء إيطالي ألا تخافين من تأثره بالأزياء الإيطالية؟
تعاونت مع مصممين إيطاليين لأني بحثت عن مصممين سوريين ولم تسنح لي الفرصة لمقابلة أحدهم أو الاجتماع به، ربما يحدث ذلك في المستقبل، فأنا أتمنى العمل مع مصمم سوري ذو خبرة ولديه استعداد للعمل خصوصاً أني ما زلت في بداية الطريق.
خلال مسيرتك ما العقبات التي واجهتك؟
لم نجد أية عقبات باستثناء بعض العثرات الصغيرة التي لا تستحق التحدث عنها وقد وجدنا التعاون من الجميع، “سورية” مقبلة على انفتاح اقتصادي إيجابي وكبير، والاستيراد أحد أوجه هذا الانفتاح.
الأزياء التي تقدمونها فيها شيء من الإبداع اليدوي والخطوط الشرقية السورية المترفة هل تحدثينا عن ذلك التقاطع بين التطريز والشكل البسيط؟
في الحقيقة هذا ما قام به المصمم بعد أن زار “سورية”، وتعرّف على حضارتنا وطبيعة الناس هنا، لقد أخذ انطباعاً بأنه يجب أن نقدم الذوق المناسب الذي يرتبط بالقصّة بالدرجة الأولى ومن ثم يأتي التصميم بالدرجة الثانية من ناحية الأهمية حيث اختاره المصمم بأن يكون ناعماً ومقبولاً عندنا في “سورية”، فهو ليس مبهرجاً مثلاً، لكننا لا نعرف ما مدى نجاح هذا الشيء.
زوجي يشجعني ويتفهم طبيعة عملي وهذا الأمر يساعدني كثيراً
أنت سيدة متزوجة ولديك أطفال كيف توفقين بين عملك وعائلتك كسيدة أعمال؟
أنا أعمل في كل شركاتنا منذ أن تزوجت، لكني كنت أتواجد في العمل حسب ما يسمح لي الوقت، ولم أكن ملتزمة بشكل كامل، لأني أؤمن أن الأم يجب أن يكون اهتمامها الأول هو تربية أبنائها، لكن بعد أن أصبح أبنائي في الجامعة تفرغت للعمل أكثر، وبالنسبة لزوجي فأنا أعطيه حقه الكامل من الاهتمام، وهو متفهم بنفس الوقت لطبيعة عملي، وهذا الأمر يساعدني كثيراً.
من يشجع السيدة هالا؟
زوجي بالدرجة الأولى، ثم بناتي والوسط المحيط بي، وأنا عندي إيمان قوي بالعمل، أواجه الصعاب ولا أيأس بسهولة، لذلك أتجاوز كل مشكلة وعندي القدرة على الاستمرار.
ما طموحاتك المستقبلية؟
بعد أن افتتحنا محل “يوشي” للمجوهرات مؤخراً أطمح في المستقبل أن يكبر اسم “يوشي”yooshi في سوريا سواء في مجال المجوهرات أو الأزياء، وأن ننجح في مجتمعنا ونوصل رسالة بأننا انطلقنا من “سورية” ثم انتقلنا للعالم، أنا أضع الآن حجر الأساس لابنتي التي كانت السبب في وضع ماركة “يوشي” وفكرته، وهي تدرس الآن “بزنس وفاشن ديزاين” “إدارة أعمال وتصميم أزياء”، وأتأمل أن تكمل هذه الرسالة من بعدي، لأن هذا العمل سيصبح مصقولاً أكثر بالخبرة الأكاديمية.
وجود السيدة أسماء الأسد في المجتمع السوري هو أكبر دعم لنا
كيف تنظرين إلى واقع المرأة في سورية خاصة، والعالم العربي عموماً؟
المرأة في “سورية” وضعها جيد ولديها حقوق أفضل من بعض البلاد العربية، ربما “تونس” أعطت المرأة دعماً كبيراً، لكن للأمانة أقول ومن القلب أن وجود السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد الرئيس في المجتمع السوري هو أكبر دعم لنا، لأننا نراها لا تتوانى عن القيام بأي شيء يرفع من قيمة وشأن المرأة.