ثياب بيضاء تحجب أفعالاً سوداء!!
كانت الفتاة “ع” ابنة الدكتور”ف” تعيش في كنف والديها حياة مليئة بالحب والدلال، وعندما بادرت والدة الطبيب “س” المقيم في بريطانيا لخطبتها وافقت الفتاة على الفور، وقد راهنت صديقاتها والمقربين منها أن الحب يأتي بعد الزواج بسبب العشرة والتفاهم بين الزوجين، كانت متفائلة بذلك الطبيب الوسيم، وقالت: لا بد أنه واسع الفكر وقوي الشخصية خاصة وأنه آت من بيت علم وأدب وكرم، وهل توجد فتاة في الدنيا لا تتمنى الزواج من الطبيب “س”؟!
بعد أيام تزوجت الفتاة “ع” من الدكتور “س” وسافرت إلى بريطانيا، ولم يفاجئها زوجها الطبيب ببيتٍ جميلٍ بل بقصر تحلم به كل نساء العالم، وأحست بنفسها كملكة تعيش بين القصور وترتاد الحفلات الملكية، وأصبح أصدقاؤها من طبقة الأثرياء والأمراء والملوك.. وقد تحوّل إعجابها بزوجها الطبيب إلى حب جارف وسعادة لا متناهية، وشعرت بأنها تعيش مع رجل كان حلم كل فتاة، طبيب ووسيم وثري، كانت صفاته تشعل كيانها كل يوم، وخاصة عندما اصطحبها زوجها مرة لقصر ملكة “بريطانيا”. لقد شغلتها حياة الترف والقصور، فالحياة في “بريطانيا” تثير دهشتها وانبهارها، لكن الحنين للوطن صار يختلج نبضات قلبها بين حين وحين آخر وقررت زيارة أهلها، وأخذت الإذن من زوجها الحبيب على أن تعود إليه في أقرب فرصة.
عندما حطت الطائرة في أرض الوطن، شعرت بالشوق إلى أهلها يلفها من كل جانب، وعندما شاهدتهم في استقبالها ارتمت بين أحضانهم تعانقهم، وفي البيت اجتمع الأهل والأصدقاء وأخذت تسرد لهم عن ليالي الحب والسمر في “بريطانيا” مع زوجها الحبيب، كانت عيون صديقاتها تتملقها وترسل إليها رسائل الحسد والغيرة من مظهرها وحياتها وحكاياتها التي تشبه حكايا ألف ليلة وليلة، كانت كل واحدة منهن تتمنى لو أنها كانت مكانها وعاشت حياتها.
بعد أيام اشتاقت لزوجها، وفكرت بأن تفاجئه بعودتها باكراً دون إعلامه، وغادرت الطائرة مطار دمشق لتحط في مطار “هيثرو” في لندن.
كان المطر غزيراً يغسل الشوارع الرمادية، والجو بارداً ينعش في القلب أحاسيس الحنين لبيتها وزوجها، عند وصولها، كانت الأضواء خافتة تشبه العتمة وبعضها مطفأة، فظنت أن زوجها لا يزال في عمله، دخلت البيت أضاءت المصابيح في الصالة الكبيرة فوجدت كؤوس الشراب وبعض من زجاجات الخمر المتناثرة هنا وهناك، فاستغربت تلك الحالة والفوضى وطارت إلى غرفة النوم وثورة الشك ترتابها، وفتحت الباب لتصعق من هول المفاجأة وترى زوجها الطبيب الجرّاح عارياً يمارس “الجنس” مع رجل أجنبي.
ظنت أنه زلزالٌ قد ضرب الأرض من تحتها، أو ساطورٌ انهال على رأسها أو قنبلة فجرتها ونقلتها بعيداً من هنا، لتجد نفسها في مشفى للأمراض العصبية، بعد أيام قررت العودة إلى بلدها سوريا، وانتابتها الحيرة ماذا ستفعل؟؟ وعندما سألت المحامي، كان الحل: إما إقامة دعوى تفريق للشقاق ودخول المحكمة الشرعية وفي هذه الحالة التي تتطلب مراحل عديدة تمتد إلى سنتين على الأقل حسب نص المادة 112 من قانون الأحوال الشخصية وهو تبليغ الزوج المقيم خارج القطر لشهر المصالحة ومن ثم شهر التحكيم حتى صدور القرار بالتفريق والطعن بالنقض. وهذا يستلزم وقتاً طويلاً وفضيحة تتداولها ألسنة الناس، فآثرت المخالعة استناداً للمادة 99 وما بعدها من قانون الأحوال الشخصية التي تنص على ما يلي:
“وإذا لم يسمّ المتخالعان شيئاً وقت المخالعة برئ كل منهما من حقوق الآخر بالمهر والنفقة الزوجية”.
وبذلك تنازلت الزوجة عن حقوقها الشرعية الكاملة، والتي بلغت أكثر من مليوني ليرة سورية، خوفاً من الفضيحة بأن زوجها الدكتور “شاذ”، وبعد ذلك نشأت عند الفتاة عقدة الخوف من كل رجل تراه أو يتقدم لخطبتها.