// اكتئاب أثناء وبعد الحمل حالة طبيعية أم مشكلة نفسية ؟؟ - Tahani Magazine

اكتئاب أثناء وبعد الحمل حالة طبيعية أم مشكلة نفسية ؟؟

من أسعد الأوقات عند المرأة ولادة طفل جديد, فالطفل المنتظر قد ولد أخيراً ويتوقع الجميع من الأم أن تكون سعيدة إلى أقصى حد.
ولكن غالباً ما تتعرض الأم إلى الحزن والاكتئاب أثناء أو ما بعد الولادة والذي يواجه أحياناً بالصد والرفض وعدم التفهم من المحيط، فما هو الاكتئاب وأعراضه وكيفية علاجه؟

الاكتئاب أثناء الحمل يؤذي الجنين
أثبتت الدراسات أن أعلى نسبة للاكتئاب تحدث في الأسابيع الأخيرة للحمل وتزداد المشكلة عند التأخر في اكتشاف الاكتئاب  بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الحمل كالسهر والإرهاق، تغيُّر في الشهية، والإحساس العام بالخمول، إلا أن الاختلاف قد يكمن في حالات البكاء المتكررة والإحساس بفقدان الأمل والرغبة في الموت.
وهذا النوع من الاكتئاب يعد مشكلة لا تهدد صحة الأمهات فقط بل الأطفال أيضاً, فتوتر الأم  يؤذي طفلها إما بتقليل توريد الدم للطفل أو بنقل هرمون التوتر “الكورتيزول” إليه فيؤثر على نموه وتطوره العقلي والذهني، ويعالج هذا النوع من الاكتئاب بالإرشاد النفسي، وقد يحتاج الأمر إلى تناول الأدوية أثناء الحمل.

فشل الحياة الزوجية نتيجة اكتئاب ما بعد الولادة

يشمل اكتئاب ما بعد الولادة نوعين:
الاكتئاب الخفيف: هو انخفاض بسيط في المزاج يستمر لفترة قصيرة ويصيب “50-80″% من النساء، وتبدأ الأعراض في الأيام الأولى من الولادة لتختفي بعد اليوم الثاني عشر.
الاكتئاب الشديد: يستمر لأكثر من أسبوعين ويتطور أحياناً ليصل إلى عدة أشهر و تصاب به من “10-15” امرأة من كل مائة، وهو مشكلة خطيرة إذا لم يعالج فقد يؤدي إلى إضعاف العلاقة الطبيعية بين الأم وطفلها أو تعرض الأم إلى فشل حياتها الزوجية إذا لم يتفهم الزوج وضعها، ويزيد الخطر إذا كان لدى الأم أفكار تدعوها لإيذاء نفسها أو طفلها.
نقص هرمون الإستروجين والبروجسترون يسبب الاكتئاب
تشير الأبحاث إلى أن العامل الهرموني يؤثر على كيمياء الدماغ عند الولادة، فتقل كمية هرمون الإستروجين والبروجسترون في الدم وإن ذلك يسبب الاكتئاب، وقد تتعرض المرأة بعد الولادة لظروف تسبب أو تزيد حالة الاكتئاب، مثل فقدان الدعم اللازم من الزوج، الولادة قبل الأوان أو ولادة طفل مصاب بمرض ما، فقدان الزوجة لوالدتها في سن الطفولة، التوتر أو الإجهاد في الفترة التي تسبق الحمل والولادة.

ومن أعراض الاكتئاب:
الشعور بالحزن والإرهاق, فقدان أو زيادة الشهية, فقدان الثقة بالنفس, عدم الاهتمام بالعلاقة الجنسية, أرق أو زيادة في النوم, ضعف في التركيز، والشعور بتأنيب الضمير، سرعة الانفعال, تجنب الاختلاط بالآخرين، البكاء بكثرة أو عدم القدرة على البكاء.
الإرشاد النفسي للعلاج:
يعتمد علاج اكتئاب ما بعد الولادة على شدة أعراضه، فإذا كانت المرأة تعاني من أعراض اكتئابية شديدة يفضّل اللجوء إلى جلسات علاجية تتضمن عرض مشاكل الأم وتحليل أسبابها لوضع حلول مختلفة لها، إضافة إلى أهمية الرياضة والقراءة و تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب، مع العلم أن مرض الاكتئاب يمكن علاجه وتشفى منه أغلب النساء المصابات به.
إعداد : دانيا منصور