// العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.. - Tahani Magazine

العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ..

العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ..
ولد يتيماً .. عاش مريضاً .. ورحل مع الكثير من أسرار حياته!!

ضي القناديل.. الهوى هوايا.. الحلوى.. خلي السلاح صاحي.. أحلف بسماها وبترابها.. بهذه الأغاني الساحرة أسر الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ” جمهور عريق من المحيط إلى الخليج وما زالت أغانيه إلى الآن تجذب قلوب المستمعين..
ولد الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ” في 21 حزيران 1929 في قرية “الزقازيق” في”مصر”. وتوفيت والدته بعد ولادته في نفس اليوم. نشأ “عبد الحليم” يتيماً من يوم ولادته. وقبل أن يتم عامه الأول توفي والده ليعيش بعدها في “ميتم” ثم في بيت خاله. كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، وأثناء ذلك انتقل إليه مرض “البلهارسيا” الذي دمّر حياته، منذ دخول “العندليب الأسمر” للمدرسة تجلّى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيس فرقة الأناشيد في مدرسته. التحق “عبد الحليم” بمعهد الموسيقى العربية، وبعد أن تخرّج عمل مدرساً للموسيقى ثم سجّل بفرقة الإذاعة الموسيقية كعازف على إحدى الآلات الموسيقية. اكتشف الإذاعي الكبير “حافظ عبد الوهاب” “عبد الحليم شبانة” الذي سمح له باستخدام لقب “حافظ” بدلاً من “شبانة”.

دخوله الفن:
عندما غنى “حليم” أغنية “صافيني مرة” كلمات “سمير محجوب”، وألحان “محمد الموجي” في عام 1952 رفضها الجمهور، حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقي هذا النوع من الغناء الجديد. ولكنه أعاد غنائها عام 1953 وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدم أغنية “على قد الشوق” كلمات “محمد علي أحمد”، وألحان “كمال الطويل”، وحققت نجاحاً ساحقاً. ومع تعاظم نجاحه لُقب بالعندليب الأسمر. لكن بعد أن تفاقم مرض “البلهارسيا” لديه عام 1956، أصبحت نبرة التفاؤل تختفي من أغانيه تدريجياً وتحل محلها نبرة الحزن.
قدم “عبد الحليم” أكثر من 230 أغنية امتازت بالصدق والإحساس والعاطفة، وقد تعاون مع الملحن العبقري “كمال الطويل “بأغنية “في يوم في شهر في سنة”، ومع الموسيقار الراحل “محمد عبد الوهاب” في أغاني: “أهواك”، “نبتدي منين الحكاية”، “فاتت جنبنا”، “توبة”، ثم قدم أروع الأغاني من أبرزها: “زي الهوى”، “سواح”، “حاول تفتكرني”، “أي دمعة حزن”، “موعود” ألحان “بليغ حمدي”، وللشاعر “عبد الرحمن الأبنودي” غنى “أحلف بسماها وبترابها” و”الهوى هوايا” وغيرها.. وللشاعر الراحل “نزار قباني” أغنية “رسالة من تحت الماء” و”قارئة الفنجان” التي كانت آخر ما غنى 1976 والأغنيتين من ألحان “محمد الموجي”. وأيضاً غنى أغان للثورة ولفلسطين، وللعروبة، وفي عهد الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” سمي “مطرب الثورة”.

من هي حبيبة عبد الحليم حافظ ؟؟
حبيبة “عبد الحليم” ظلت لغزاً حيّر الجميع. فمن هي؟ وكيف التقاها؟ وما هي مواصفات المرأة التي وقع في غرامها؟ كل هذه الأسئلة كانت تتردّد في أذهان الأصدقاء والمقرّبين قبل الجمهور. حينما كان “عبد الحليم” يحتفظ بحياته الخاصة، ولم يكن يسمح لأصدقائه الدخول في أي من التفاصيل!. الإذاعي الكبير “وجدي الحكيم” أحد أصدقاء “حليم” المقرّبين قال: من يدّعي أنه شاهد حبيبة “عبد الحليم حافظ”، فهو غير صادق لأن “عبد الحليم” كان متحرّراً في أغانيه، ولكن الأمر يختلف في ما يتعلق بأسرار حياته الخاصة!!

حليم و سعاد حسني.. والحقيقة:
انتهت حالة الجدل التي عاشها الوسط الفني أكثر من 30 عاماً بشأن زواج “سعاد حسني” و”عبد الحليم حافظ” بعدما أكد “عز الدين حسني” شقيق الفنانة الراحلة زواجهما عرفياً ضمن كتابه الجديد الذي أوصى بطبعه بعد وفاته، حيث صرّح بحقيقة هذا الزواج الذي كان حديث الناس لعشرات السنوات. وقال إن “سعاد” اتصلت به وأخبرته بأن هناك قصة حب تجمعها مع “عبد الحليم” وأنهما سيتزوجان. وهو ما حدث بالفعل، واستمر الزواج بعقد عرفي لمدة 6 سنوات،
وكانت شائعات زواج “سعاد”و”حليم” “مادة ثرية” للصحافة المصرية والعربية على مدار ثلاثة عقود قبل أن يضع شقيق “السندريلا” الكلمة النهائية في هذا الموضوع. حيث أن الإعلامي الكبير “مفيد فوزي” الصديق المقرّب من “حليم” كان قد أكد أن “العندليب” تزوج من “السندريلا” وهذا ما نفاه الملحن الراحل “كمال الطويل”. بينما أكد “عصام عبد الحميد” الطبيب الخاص لسعاد حسني هذا الزواج. وقال: إنها بررت  له كتمان  الخبر بأنها رغبة “حليم”. الذي خاف أن يخسر معجباته.

أفلامه:
قدم “العندليب” ستة عشر فيلماً في السينما، وقد وصف عام 1955 بأنه عامه الذهبي. حيث مثل بطولة أفلام “لحن الوفاء” مع “شادية” و”أيامنا الحلوة” مع “فاتن حمامة”. وفي 1956 قدم فيلم “موعد غرام” أيضاً مع “فاتن حمامة”. وفي 1957 “الوسادة الخالية” مع “زهرة العلا”، 1958 “شارع الحب” مع “صباح”، 1959 “حكاية حب” مع “مريم فخر الدين”، 1960 “البنات والصيف” مع  “سعاد حسني”. 1961 “يوم من عمري” مع “زبيدة ثروت”، 1962 “الخطايا” مع “نادية لطفي”، 1967 “معبودة الجماهير” 1969 “أبي فوق الشجرة” مع “ميرفت أمين”، وقد قام “عبد الحليم” ببطولة المسلسل الإذاعي “أرجوك لا تفهمني بسرعة” سنة 1973 وهو المسلسل الوحيد الذي مثل فيه وكان بمشاركة “نجلاء فتحي” و”عادل إمام”.

معاناته مع المرض ووفاته:
أصيب “العندليب الأسمر” بتليّف في الكبد بسبب داء “البلهارسيا”، وكان هذا التليف سبباً في وفاته في 30  آذار عام 1977 م. توفي يوم “الأربعاء” في “لندن” عن عمر يناهز “48” سنة، وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون لمنع تسرب الدم، ولكن “عبد الحليم” مات ولم يتجاوب جسده للعلاج.
حزن الجمهور حزناً شديداً، حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفة الخبر، وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف “مصر” مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” والسيدة “أم كلثوم”، حيث وصل عدد المشاركين في الجنازة أكثر من 250 ألف شخص.