“كان” عروس فرنسا الذهبية المتباهية بثوبها الأحمر
عروس فرنسا الذهبية الفاتنة والمتباهية بجمال طبيعتها وأناقتها تتربع على قائمة أشهر مدن العالم وتأتي بالمرتبة الثانية بعد باريس كأهم وأجمل مدن فرنسا
إنها مدينة “كان” الساحرة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتقع في الجنوب بالقرب من مدينة “نيس”، يبلغ عدد سكانها حوالي “70” ألف نسمة.
اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للمدينة، والعملة المتداولة هي “اليورو“.
السياحة…
“كان” مركز سياحي للطبقات الراقية، تتميز بجمال طبيعتها وبموقعها الجغرافي، و بتلالها الخضراء التي تجذبك إليها والتي وجد عليها الأثرياء موقعاً جميلاً لمنازلهم الفخمة، وببحرها الفيروزي الذي يحتضن أربعة موانئ لليخوت، وشاطئها الذي يعد من أجمل الشواطئ الفرنسية، عدا عن قمم جبالها المغطاة بسجادة خضراء.
“كان” مدينة المشاهير…
يظهر سحر المدينة في شوارعها العريقة التي تكثر فيها متاجر الماركات العالمية، وفي مطاعمها وفنادقها الفخمة، ويعتبر شارع “دي لاكروازيت”
De La Groisette” “الموازي للبحر والذي تكتنفه أشجار النخيل من الجهة البحرية من أجمل شوارعها، وتقع عليه أهم المطاعم والفنادق الشهيرة مثل “الماجستيك والكارلتون والهيلتون” ويتميز هذا الشارع بالسجاد الأحمر الذي يلون رصيفه كما تفرشه المدينة في أكثر من مكان، وبالتحديد أمام المتاجر العالمية مما يعطي إحساساً بأن المدينة تستقبل جميع زوارها استقبالا فخماً لا يقل أهمية عن الذي يحظى به الملوك والشخصيات العالمية لذلك تلقب “كان” بـ”مدينة السجاد الأحمر”.
أما سكان المدينة فيفضلون السير على الأقدام بدلاً من استخدام السيارات حيث يعرضون أناقتهم المفرطة، حتى ولو كان الطقس مشمساً ودافئاً خلال فصل الشتاء فمعظم النساء يتنقلن بمعاطف الفرو الباهظة الثمن على السجاد الأحمر.
ويعد شارع “أنتيب” “Antippe“ من الشوارع الأفضل للتسوق ويشتهر بمتاجره التي تناسب جميع الأذواق.
البلدة القديمة
عند المساء، وبالنظر من ناحية مرفأ” كان” باتجاه الهضبة التي تعلو
فوق المرفأ، تشدكم البلدة القديمة بأنوارها البرتقالية، وتعتبر ساحة” كاستر“
مركز المدينة الرئيسي وهي ساحة هادئة مظللة بأشجار الصنوبر ويقع
على جانبها متحف “كاستر”“Le Castar” الذي يعرض تحفاً من العالم، أما برج “سوكي“ “Towr Du Souki“
الذي يبلغ ارتفاعه “22” متراً فيعد من أهم معالم هذه البلدة.
مدينة المهرجانات والمعارض
تفقد “كان” هدوءها العادي أثناء موسم المهرجانات التي تكثر على أرضها، وأهمها “مهرجان كان الدولي للأفلام السينمائية” والذي يقام عادة خلال شهر “أيار” في قصر المهرجانات في شارع “دي لاكروازيت” الشهير على سواحل خليج “كان“ اللازوردية.
ويوزع المهرجان عدة جوائز، أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم وتقدمها دار المجوهرات السويسرية العريقة “شوبارد”، وهي مصنوعة من الذهب عيار “24” قيراط.
ويتميز مهرجان الصيف في “كان” بروح تختلف عن مهرجانات المدن الأخرى، فالطبيعة الثقافية لا تغادر هذه المدينة حيث يفتتح فيها الكثير من المتاحف في فصل الصيف مثل متحف “فرناند ليغر” “Fernande Lygre” وهو متحف الفن بالزجاج، ويعرض هذا المتحف “348” عملاً فنياً من أعمال صناع الزجاج، كما يقدم العديد من المعارض الفنية الراقية ومن أهمها معرض لرسومات “بيكاسو” الرسام الإسباني الشهير.
وفي شهر “أيلول” يقام على أرض المدينة “مهرجان اليخوت الدولي” الشهير، وبذلك تكون “كان” قد نجحت في تسليط الضوء عليها كمركزاً للمهرجانات العالمية والمعارض الدولية.
ومن الفعاليات المميزة للمدينة أنها تمنح “وسام” للشخصيات العالمية والهامة التي تزورها.
جزر “كان” لوحة رسمها صاحب الريشة الذهبية “بيكاسو”.
تتميز الجزر القريبة من “كان” بهضابها وأشجارها ومعالمها الفريدة وكأنها لوحة من لوحات صاحب الريشة الذهبية “بيكاسو”. وتعتبر جزيرة “سان مارغريت”” Sant Margrette”“ التي تبعد مسافة “15” دقيقة عن شاطئ مدينة “كان” والمحاطة بأشجار الصنوبر واليوكاليبتوس المعطرة من أروع الجزر، وتتفرد بالحصن الملكي الموجود على هضبتها والذي يمكن من أعلاه الاستمتاع بمنظر مدينة “كان”، والشيء المميز بالحصن هو سجن “الرجل ذو الكمامة الحديدية”، وهو سجين غامض كان يضع على وجهه كمامة من القماش ولم تعرف هويته.
ومن الجزر التي تستحق الزيارة أيضاً جزيرة “سان أونورا”
“Sant Aunouroi” المميزة بدير للرهبنة و البرج المحصن الذي تم بناؤه في القرن الحادي عشر للرهبان.
وأخيراً “كان” مدينة خيالية وهي بحق تستحق الزيارة.