البحث عن شخصية تمثل “جيمس بوند”… هاجس كل مخرج أميركي
أفلام “جيمس بوند”
من أكثر الشخصيات التي مثّلت قصص “جيمس بوند” ومازالت تستهوي الجماهير،لأنها شخصية مشوقة ومليئة بالإثارة والتشويق. في بداية كل فيلم لـ”بوند” هناك عبارة تشدّ المشاهد وهي “بوند…جيمس بوند” وهي من تقاليد أي فيلم رسمي، وكل ممثل قام بدور “جيمس بوند ” يقول هذه العبارة بطريقته الخاصة.
في عام “1953” ابتكر المؤلف “إيان فليمنغ”، شخصية خيالية لجاسوس بريطاني، سميّت باسم “جيمس بوند”، وقد أخذ المؤلف هذا الاسم من كتاب اسمه “طيور جمايكا”، فمن هو جيمس بوند؟؟
حقيقة جيمس بوند
في خريف عام “2003” كتبت صحيفة ” الغارديان” خبراً عن وفاة البطل المحارب “باتريك دالزيل” عن عمر ناهز “90” عاماً، وبالتطابق مع قصص الكاتب “إيان فليمنغ”، تبين أن هذا الكوماندور المحارب ليس إلا “باتريك دالزيل”، وقالت الصحيفة أنه ملهم شخصية “جيمس بوند” العميل السري، فقد قام “باتريك دالزيل” والكاتب الحقيقي بعمليات استطلاع جريئة خلف خطوط العدو أثناء الحرب العالمية الثانية تحت قيادة “إيان فلمنغ” نفسه في مخابرات البحرية البريطانية، وذاع صيت “باتريك” لجرأته وحماسه في الإعداد والتجهيز للكثير من العمليات، وبعد نهاية الحرب واستسلام “ألمانيا”، ترك “فليمنغ” العمل في المخابرات وبدأ ينسج شخصية العميل السري “جيمس بوند”، الخبير في إطلاق الرصاص وملاكم ورامي سكاكين، وأهم عيوبه: عشقه للخمر وللنساء!!
بداية أفلام “جيمس بوند”
منذ ظهور أول فيلم لشخصية العميل الوسيم “جيمس بوند”، تلك الأفلام تضمنت الإثارة والتشويق، ويؤكد العديد من النقاد المعاصرين أن شخصية “بوند” قد ولدت في أعماق “إيان فليمنغ” في تلك الفترة بالتحديد، ودليلهم على هذا أن “بوند” يدخن بشراهة ويميل إلى كوكتيل خاص من الخمور، مثل “فليمنغ” الذي كان يعمل بالمخابرات البريطانية، أي أن “بوند” يحمل الكثير من تلك الشخصية.
تعاقب على أداء شخصية “بوند” العديد من الممثلين وهم:
“شون كونري”: ” 1962- 1971″ مثّل عدة أفلام ناجحة من سلسلة العميل “بوند” وهي: “دكتور نو، من روسيا مع حبي، اصبع من ذهب، كره، تعيش فقط مرتين”، لكن “كونري” آثر الانسحاب بعدما تقدم في العمر وأصبح لا يليق لدور الشاب العميل “عاشق النساء”.
ثم آتى بعده “جورج لازينبي” عام “1969”، وقد فشل فشلاً ذريعاً في فيلمه “من أجل الخدمة السرية للملكة”.
ثم أتى بعده “روجر مور” عام 1973 حتى عام 1985 حيث قام ببطولة عدة أفلام نجحت نجاحاً مذهلاً بسبب ملامحه الوسيمة وقوامه الرياضي. والأفلام التي مثّلها هي”عش ودعهم يموتون، حاصد القمر، الإخطبوط، الرجل ذو المسدس الذهبي، السماء التي أحبتني، مشهد للقتل عام 1985″. وبهذا الفيلم وضعت نهاية لشخصية “جيمس بوند” أو “روجر مور” حيث كان الفشل الذريع نصيبه، لتبدأ عملية البحث المتعبة عن بديل ليلعب دور “بوند”، فأتى بعده “تيموني دالتون”، ويعتبر ناجحاً إلى حد كبير، ومن أفلامه “تصريح بالقتل، أضواء النهار الحية”، بعد ذلك أعلن “دالتون” انسحابه عن دور “بوند” وقال أن هذا الدور قد أرهقه.
أتى من بعده بطل جديد للسينما “1995- 2002″، وهو الممثل الرائع “بيرس بروسنان” الذي قدم عدد من أفلام “جيمس بوند” مثل: ” العين الذهبية- الغد أبداً لا يموت- العالم لا يكفي- مت في يوم آخر”.
إن شخصية “بوند” خالدة، لذلك سيبقى هناك هاجس البحث عن ممثل يعيد أمجاد “جيمس بوند” بكل وسامته حاملاً سبطانة مسدسه.