الزمرد… شعاراً للخلود ويُعبّر عن الوفاء والصداقة العميقة!!
“الزمرد” من الأحجار الكريمة النفيسة والطبيعية المعروفة منذ أربعة آلاف عام، يكتسب لونه الأخضر الغامق من وجود كميات ضئيلة من “الكروم” أو “الحديد” فيه، وغالباً ما يخلو من الشوائب، ويستمر في الحفاظ على لونه وجماله، وفي عهد الملكة “كليوباترا” كانت مناجم “الزمرد” ملكاً لها، وقد أهدته بكرم للمقربين منها ولاسيما ما حفرت عليه صورتها الفاتنة، كما يعتبره القدماء شعاراً للخلود، وكان الفراعنة والرومان والمغول يقدسونه، وقد رُصّعَت به تيجان ملوك “أوروبا”.
“الزمرد” نوع من معدن “البريل”, وقد جاء اسمه Emerald من اللغة اللاتينية, ويشمل هذا الاسم جميع مشتقات اللون الأخضر.
أنواع الزمرد:
زمرد ذبابي: شديد الخضرة، يسمى ذبابياً لأنه يشبه لون الذباب الأخضر الربيعي، وهو من أجمل الألوان خضرة وبريقاً.
زمرد ريحاني: ولونه مثل لون الريحان الشبيه بورق “الآس” الرطب.
الزمرد السلقي، الزمرد الصابوني: كلون الصابون الأخضر, لا قيمة له، ويوجد في الحجاز، وسمي بالزمرد العربي، وهو من أشباه “الزمرد”.
مواطن الزمرد:
تأتي أكبر وأفضل أنواع “الزمرد” من “كولومبيا”، وأشهرها من “زمبابوي” وجبال “الهند” و”الباكستان” و”النمسا” .والأصغر حجماً أو الأقل جودة تأتي من “البرازيل” وشمال “إفريقيا” و”روسيا”، ويصل القيراط منه حوالي 25 ألف دولار، كما توجد مناجمه في “القصير” بمصر.
كانت تجارة “الزمرد” سائدة منذ نحو ألفي سنة قبل الميلاد في بابل “العراق”، إذ كان الناس يعتقدون أنه يُعبر عن الوفاء والصداقة العميقة، ومن ثم راجت تجارته، وصنعت منه الحُلي والقلادات التي بقيت حتى الوقت الحاضر.
الزمرد الصناعي:
“الزمرد” هو الوحيد من الأحجار الكريمة الذي ينتج بشكل صناعي، وعادة ما يكون أخضراً غامقاً أو به مسحة من الأزرق، ويعتبر الزمرد الصناعي من أغلى الأحجار الكريمة الصناعية، لكن تبقى قيمته أقل بكثير من الزمرد الطبيعي.
الزمرد الطبيعي:
يكون أخضراً باهتاً في الغالب، أو يميل إلى الاصفرار أو الأبيض الرمادي المبرقش “المنقط بنقط كثيرة”، ومن ألوانه الأخرى: الأزرق البحري، والأحمر الوردي، أو ما لا لون له، أما لمعته فهي زجاجية، وتعالج ألوان هذه الأحجار بواسطة الحرارة. ورغم أن “الزمرد” من الأحجار الصلبة، إلا أنه سهل التشقق والتفتت، ولذا كان ضرورياً وضعه بحذر في صندوق المجوهرات، ومن خواصه أنه يمنع عن حامله الذباب, مفرح ومذهب للهم والحزن والكسل كيفما استعمل ولو “حملاً”، ويمنع الصرع إذا لبس قبل وقوعه, ويزيل الخفقان, وهو يفتت الحصى، ويدر البول، ويزيل اليرقان, ولابسه لا يتنكد أبداً، كما أن النظر إليه يحدّ البصر، وإذا أدني من عين الأفعى جذبها، وإذا علّقته المرأة في شعرها سهّل أمرها في الزواج، كما أنه يبطل السحر باعتقاد الكثير من القدماء.