السندريلا سعاد حسني
مازال لغز وفاتها محيراً رغم مرور تسع سنوات على رحيلها
سعاد حسني ممثلة مصرية، اسمها الكامل “سعاد محمد كمال حسني البابا”، لقبت بسندريلا الشاشة المصرية والعربية، رصيدها السينمائي 91 فيلماً، منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1960 إلى 1970، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد بعنوان “هو وهي”، وثمان مسلسلات إذاعية، أول دور لها كان في فيلم “حسن ونعيمة” عام 1959، وآخرها هو فيلم “الراعي والنساء” عام 1991 مع “أحمد زكي ويسرا”.
نشأتها
ولدت “سعاد حسني” فى 26 كانون الثاني 1943 من أم مصرية وأب من أصل سوري، “محمد حسني البابا”، فنان الخط المعروف، وهي الأخت العاشرة في الترتيب بين سبعة عشر أخاً وأختاً، معظمهم غير أشقاء، وبينهم اشتهرت “نجاة الصغيرة”، أختها غير الشقيقة بالغناء، انفصلت والدتها عن أبيها عندما كانت “سعاد” في الخامسة من العمر. لم تدخل “سعاد حسني” مدارس نظامية واقتصر تعليمها في المنزل.
بدأت “سعاد حسني” طريق الفن منذ صغرها، في برنامج الأطفال الإذاعي “شاور بابا”، حيث اشتهرت بأغنية “أخت القمر”، تعرّف عليها الأديب والمخرج والممثل “عبد الرحمن الخميسي”، الذي كان من أصدقاء عائلتها، واكتشف فيها الموهبة الفطرية، فقام بدوره بصقل هذه الموهبة، ثم أشركها في مسرحيته “هاملت” لشكسبير، بعد ذلك ضمها المخرج “هنري بركات” لطاقم فيلمه “حسن ونعيمة” في دور “نعيمة”، ثم تابعت تقديم الكثير من الأفلام والمسلسلات الإذاعية.
كانت “سعاد حسني” تتميز بالبساطة والمصداقية والتلقائية في الأداء والتعبير. وقد استطاعت منافسة جيل رائد من الفنانات اللواتي اتجهن إلى الكوميديا واستطاعت أن تنتقل ببساطة من الأدوار الرومانسية والاجتماعية إلى اللون الكوميدي في السينما.
أشهر أفلامها:
قدمت “السندريلا” أفلاماً من النوع المأساوي والمغاير تماماً لما قدمته في الأدوار الخفيفة، كما جسّدت بصدق وبإقناع شديد دور المرأة المغلوبة على أمرها، في أفلام “القاهرة 30″، “الكرنك”، “شروق وغروب”، “الزوجة الثانية”، “الراعي والنساء”. وقد استطاعت أن تحقق نجاحاً لا مثيل له فى الأفلام الغنائية مثل: “خلي بالك من زوزو”، الذي يعتبره الكثيرين أشهر أفلامها على الإطلاق، “أميرة حبي أنا ” والفيلمين من إخراج حسن الإمام.
قامت “سعاد” بأدوار معقدة، استطاعت أن تقدمها باقتدار شديد مثل فيلم “بئر الحرمان”، “زوجتي والكلب”، “الاختيار”، “الخوف”، “غرباء”، “أين عقلي”، “الصيف والبنات”، “أعز الحبايب”، “لماذا أعيش”، “التلميذة والاستاذ”، “غريب في بيتي”، “حب في الزنزانة”، “شفيقة ومتولي”، وغيرها، بالإضافة إلى ثمان مسلسلات إذاعية.
جوائز سعاد حسني:
حصلت الفنانة الراحلة “سعاد حسني” على جائزة أحسن ممثلة عن فيلمي” أين عقلي” و “شروق وغروب”، من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية وجائزة من وزارة الثقافة المصرية، جائزة أحسن ممثلة عن فيلمي “الكرنك” و”شفيقة ومتولي”، من جمعية الفيلم المصري وجائزة من وزارة الثقافة، جائزة عن فيلم “الزوجة الثانية” من وزارة الثقافة المصرية، جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصري عن فيلمي “موعد على العشاء”،” حب في الزنزانة”، جائزة من جمعية ” فن السينما” عن فيلم ” الراعي والنساء”، جائزة أحسن ممثلة من وزارة الإعلام عن مسلسل “هو وهي”، بالإضافة لجوائز عديدة من مهرجان الاسكندرية وغيره.
حياتها الخاصة
تزوجت “سعاد حسني” خلال حياتها خمس مرات، أولها زواجها الغير مؤكد من الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ”، ومن المفارقات أن تاريخ وفاة “سعاد حسني” 21 حزيران 2001 يطابق يوم مولد “عبد الحليم حافظ” 21 حزيران. بعد ذلك تزوجت من المصور والمخرج “صلاح كريم”، لمدة عام، ثم من “علي بدرخان” ابن المخرج “أحمد بدرخان”، لمدة أحد عشر عاماً، ثم تزوجت “زكي فطين عبد الوهاب”، ابن الفنانة الراحلة “ليلى مراد”، أما آخر زيجاتها فكانت من كاتب السيناريو “ماهر عواد”، وقد توفيت وهي على ذمته
وفاتها
السنوات الأخيرة في حياة “سندريلا” السينما العربية “سعاد حسني”، كانت رحلة عذاب مع المرض، الذي كان أشد من أن تتحمله إنسانة رقيقة مثلها، وكان الكثير من الفنانين والمخرجين ينتظرون عودتها لإسناد بطولة أفلام لها.
توفيت “سعاد حسني” إثر سقوطها من شرفة منزلها بالطابق السادس في “لندن”، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن، حيث دارت شكوك كثيرة حول قتلها وليس انتحارها، ورغم التحقيقات التي أجرتها السلطات البريطانية، فقد ظل انقسام الآراء حول موتها مستمراً مابين انتحار وقتل، الأمر الذي دفع بمحكمة بريطانيا إلى إقفال قضية وفاتها إذ خلصت التحقيقات إلى نتيجة مفادها أن “الوفاة حدثت بسبب الانتحار”.