الطفل العدواني يحتاج إلى رعاية خاصة
أرسلت لنا السيدة “سمر” تعرض مشكلة ابنها البالغ من العمر “سبع سنوات” حيث قالت أن تصرفاته عدوانية بشكل كبير، فهو يقوم بضرب رفاقه بدون سبب، ويهوى التخريب، وتختم رسالتها بعبارة: “كيف أعالج هذه المشكلة؟ ما الحل؟”
المرشدة التربوية “هدى أبو الحسن” تعرّف بداية العدوان بقولها: “العدوان هو السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالغير، وقد يكون الأذى نفسياً أو جسمياً أو هجوماً لفظياً، والطفل العدواني على نحو شديد ومستمر يميل لأن يكون قهرياً ومتهيجاً وغير ناضج وضعيف التعبير عن مشاعره”.
العديد من الأطفال يلجؤون إلى العنف من وقت إلى آخر ابتداء من العام الأوَّل، وفي عمر السنتين يحاول الطفل حل مشكلاته بالضرب، أما في الرابعة فيكون أمّيل للمجادلة، بينما تزداد العدوانية المتعمّدة بين أربع وسبع سنوات، وفي عمر 7-8 سنوات يصبح الطفل منضبطاً بشكل جيد، ومشاجراته تكون مختصرة، وبشكل عام فإن الذكور يتصرفون بشكل عدواني أكثر من الإناث والسبب يعود إلى عوامل بيولوجية وعوامل بيئية يفرضها المجتمع عندما يتوقع من “الفتى” أن يكون عدائياً ومنافساً في تصرفاته بينما يشجع “الفتاة” على التسامح والتعاون.
مظاهر العدوان:
السرقة، النميمة والإيقاع بين اثنين، تمزيق الملابس والكتب، الكتابة على جدران المنزل والمدرسة، كسر الأشياء الثمينة، شد الشعر، التخريب، ضرب الأطفال، الهجومية وإظهار نوبات الغضب الحادة، الشجار والمقاتلة لحل الخلافات، تهديد الآخرين بالأذى، التحدث بنبرة سلبية وبصوت عال، إغاظة الآخرين وإحراجهم، المطالبة بالاستجابة الفورية لرغباتهم.
الأسبـــاب:
1- القسوة الزائدة من الوالدين أو أحدهما ممَّا ينتج عنها الرغبة في الانتقام.
2- محاولة الإبن الأكبر فرض سيطرته على الأصغر ما يؤدِّي بالصغير للعدوانية. 3- محاولة الصبي فرض سيطرته على البنت ما يؤدِّي بالبنت إلى العدوانية.
4- مشاهدة العنف التلفزيوني الذي يشجِّع الأولاد على التصرف العدواني. 5- الاستهزاء بمشاعر الطفل أو قدراته.
6- عدم إيجاد فرص تسلية تناسب النشاط الجسدي الموجود عند الطفل.
7- تقليد الطفل لأهله عندما يرى أحد والديه يحطم الأشياء عند الغضب.
8- تراخي الآباء مع الطفل، والدلال المفرط له، خصوصاً إذا كان الطفل وحيد.
9- شعور الطفل منذ صغره بأنه غير مرغوب فيه من والديه.
10-أن يسود الحياة الأسرية شجار دائم بين الوالدين على مرأى ومسمع من الطفل.
العـــلاج:
يكون بإعطاء الطفل فرصة للتعرّف على ما حوله تحت إشراف الآباء والمعلمين،
وإمداده دائماً بألعاب الفك والتركيب كالمكعبات، عدم مقارنة الطفل بغيره، وعدم تعييره بذنب ارتكبه أو خطأ وقع فيه أو بتأخره الدراسي، تقدير الطفل وإكسابه الثقة بنفسه، إشعاره بالمسؤولية تجاه إخوته، وإعطاؤه أشياء ليهديها لهم بدل أن يأخذ منهم، السماح للطفل بأن يسأل والإجابة على أسئلته بشكل يناسب سنه، تجنب الممارسات الخاطئة في تنشئة الأطفال “عدم التراخي وعدم التشدد”، الإقلال من تعرّض الأطفال للعنف المتلفز، إعطاء الطفل مجالاً للنشاط الجسمي لتفريغ طاقاته، أن تكون النزاعات الزوجية بعيداً عن الطفل، كما أن للموسيقى تأثيراً مهدئاً للنزعات العدوانية مع ضرورة أن يلعب الطفل مع الأطفال الأكبر منه سناً لتخفيف الشجارات.
ومن الضروري ألا تنتظر “الأم” حتى يضرب طفلها أخاه للمرة الثالثة لتقول له كفى، لأنه يجب أن يعرف مباشرة أنه ارتكب خطأ، وعندما يرتكب عملاً عدوانياً يجب أن تترك “الأم” ما تفعله مباشرة وتطلب منه الجلوس معها، ثم تقوم باحتضانه أو لمسه بطريقة ودية، وبعد دقائق تناقش الطفل حول ما فعله، ويجب أن يفهم الطفل أن الغضب شيء طبيعي لكن التعبير عنه بشكل عدواني هو الأمر غير الطبيعي.
أما إذا لم تفلح كل هذه التقنيات في ضبط سلوك الطفل العدواني، فيجب الاستعانة بأخصائي أطفال نفسي والذي يمكنه أن يقيّم سلوك الطفل بعدة أساليب.
ريما الزغيّر