المرأة الحديدية… مارغريت تاتشر
طالت شهرتها مشرق الأرض إلى مغربها… الحياة صقلت شخصيتها فقد أتت من مجتمع “البسطاء”، كان والدها يمتلك محلاً للبقالة، أما والدتها فكانت “خياطة”، بيد أنها تلقت تربية صارمة وشديدة مما جعلها إمرأة بشخصية قوية، واثقة من نفسها، جدية.
إنها أول سيدة تتولى منصب “رئيس وزراء بريطانيا” كما أنها أنتخبت لذلك المنصب ثلاث مرات متتالية.
من هي تاتشر؟:
اسمها الحقيقي “مارغريت هيلدا روبرتس”، ولدت في مقاطعة “جانثام” التابعة لمدينة ” لينكو لنشاير”، كانت طالبة متفوقة ورياضية بارزة ولأنها من المتفوقات حصلت على منحة لدراسة الكيمياء بجامعة أكسفورد، وتخرجت سنة “1947” وعملت بوظيفة كيميائي أبحاث خلال الفترة من عام “1947” حتى عام “1951”، كما بدأت تدرس القانون في أوقات فراغها حتى نالت ليسانس في القانون، عام “1951” تزوجت “دينيس تاتشر” وكان ضابطاً في سلاح المدفعية الملكية، وبعد انتهاء مدة خدمته أصبح من رجال الأعمال الناجحين وقد أنجبت منه توأم.
رئيسة للوزراء بعد فوزها على حزب العمال:
كانت مارغريت تاتشر تؤمن بأهمية الثقافة والاطلاع والإلمام بكافة المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكانت سيدة في منزلها توفر أقصى درجات الراحة والأمان لعائلتها رغم كل مشاغلها، وتحرص دائماً على إبراز أهمية الأسرة والاستقرار العائلي من خلال لقاءاتها الصحفية والتلفزيونية.
في عام “1959” دخلت تاتشر مجلس العموم، وفي عام “1970” عينت وزيرة للتعليم أثناء وزارة “إدوارد هيث” حيث قامت تاتشر بتغيير السياسة المتبعة في التعليم السابق، وزادت عدد المعلمين والمعلمات.
في انتخابات عام “1979” إلى “1982”، أصبحت تاتشر رئيسة للوزراء بعد فوزها على حزب العمال، لكن تلك الفترة شهدت ارتفاعاً كبيراً في معدل البطالة، حيث ألغت الرقابة على الأسعار، ولعبت دوراً كبيراً في إصلاح الإقتصاد البريطاني وقد قالت مرة: ” ليس هناك شيء اسمه المجتمع بل هناك أفراد ينتجون ويبتكرون أو يخفقون ويدمنون التلقي”.
كانت تتمتع بقوة الرأي، واتخاذ القرارات المصيرية، والصبر على تنفيذها لذلك لقبت بالمرأة الحديدية.
قيادة العالم مع أميركا!
لعبت “تاتشر” دوراً كبيراً مع روؤساء الولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً في عهد الرئيس الأميركي “رونالد ريغان” في اسقاط نظام الإتحاد السوفيتي وفتح الباب أمام الولايات المتحدة الأميركية “حليفتها” في قيادة العالم والتبوء بصدارة القيادة الدولية للسيطرة على العالم مع أميركا والتحكم في مجريات الأحداث…
و”تاتشر” مشهورة لكونها صاحبة أول انتصار عسكري بريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنت بريطانيا من هزيمة الأرجنتين في حرب “فوكلاند” عام “1982” والتي انتهت باستعادة تلك الجزر التي احتلتها الأرجنتين، ولهذا صنعوا لها تمثالاً في ميدان البرلمان. في سنة “1985” وقّعت حكومة تاتشر معاهدة مع الصين تعهدت بموجبها الحكومة الصينية بالمحافظة على الإقتصاد الرأسمالي للمستعمرة البريطانية “هونغ كونغ” لمدة خمسين عاماً بعد عودتها للسيادة الصينية سنة “1997”.
الجوانب السلبية أثناء حكم “مارغريت تاتشر”
– سميت مارغريت تاتشر ب”سارقة الحليب”، لأنها منعت الحليب المجاني في المدارس البريطانية، كسياسة تقشف لتخفيف الإنفاق والمصاريف طبّقتها في كل مدارس المملكة.
– اضراب لمدة عام كامل لعمال المناجم، بعدما رفضت تاتشر تعديل برنامج مجلس الفحم الحجري القومي.
– في سنة “1987” باعت حكومة تاتشر للقطاع الخاص شركة الطيران والإتصالات وصناعة النفط والغاز وبناء السفن فيما عرف ذلك “بالخصخصة”، وهذه القوانين أدت إلى الحد من قوة نقابات العمال.
– في زمنها كثرت البطالة.
استقالتها:
عام “1990” لم تستطع “تاتشر” التحكم في زيادة أعداد المعارضين لها، علاوة على ذلك إخفاقها في اكتساب ثقة المحافظين، وقد ارتبط خروجها بحرب الخليج الثانية عام “1991”. عام “1992” انقلب عليها حزبها متهماً إياها بالدكتاتورية والتصلب وخوفاً من حدوث انقسامات داخل الحزب لذلك آثرت الإنسحاب وفي ذات الوقت حصلت على لقب البارونة، بالإضافة إلى عضوية مجلس “اللوردات”.