“بيوت البغاء” سرطان يستشري في الوطن العربي!!
بنات الهوى يفعلن بالرجال ما لم تفعله بندقية !
عناوين استفزازية لكنها ليست “خطاً أحمراً” والسبب أن “بيوت البغاء” تنتشر بكثرة في الوطن العربي، وقد تعددت تسمياتها لكن الهدف واحد وهو الربح المادي، منهم من يسمونها “بيوت البغاء” أو “بيوت الهوى”، وتحت اسم “سياحة جنسية”، وخلف ستار “النوادي الليلية”، حتى فنادق الخمس نجوم لا تخلو من أماكن “الرقص”، وفيها تتم صفقات بيع أجساد النساء، فعلى مسرح الواقع تلك “الأوكار” تعد ظاهرة مرضية تتكاثر وتنمو في شرايين البلاد حتى بات انتشارها كالطوفان الجارف لا يقف أمامها لا قانون ولا تشريع سماوي. في هذا الملف نحاول أن نعرّي كل ما يتصورونه واقعاً مرعباً وحساساً ومحظوراً، ويكفينا أن تتحول المحاولة إلى مشكلة نطرحها عبر صفحاتنا، فلا نحن ولا أكبر قضاة العالم يستطيع أن يوقف ذلك الزحف السرطاني..!
في قلب العاصفة:
جذور هذه المهنة الغريزية تمتد بعيداً في أعماق تراب اللاوعي البشري، هي أقدم مهنة في التاريخ وكل حكومات العالم ترعاها تحت تسميات أخرى، وغايات مختلفة، والشيء الغريب أن الفتيات اللواتي يعملن داخل تلك النوادي الليلية والمطاعم وأماكن السهر والبيوت السكنية يحصلن على رخصة مصدّقة من الجهات المسؤولة والنقابات الفنية بصفة “فنانة – راقصة” أو “فنانة استعراضية” ليمارسن “البغاء” بعد انتهاء وصلاتهن..
إنها أماكن خطرة وتهدد مجتمعاتنا العربية، وهي الأقوى في استقطاب واستجرار التجار والشخصيات المرموقة والأثرياء بالإضافة إلى المنحرفين والمنحلين أخلاقياً، وهي الأقوى أيضاً في التحريض على القتل والسرقة بالإضافة إلى أنها أوكار لتعاطي المخدرات والخمر، في سرية تامة وخلف كواليس المواخير الرطبة التي لا ترى الشمس، والتي يديرها “مافيات” من رجال ونساء، تتم صفقات بيع أجساد النساء والتي تعد برأيهم مفصلاً من مفاصل الربح المادي، يتحركون في الظلام في أوكار نتنة تكثر فيها الجراثيم والجرائم والمجون وكل الموبقات، وكأنها أصبحت ظاهرة تتكاثر “كـالأميبيا” إذا بترنا طرفاً منها خرج مئات الأطراف، ولم يكفينا ما ابتلت به بلداننا العربية من راقصات محليات لتستورد راقصات أجنبيات، فها هي الراقصة “كاتيا” الأوكرانية التي تعمل في ملهى ليلي وتتحدث الإنكليزية بطلاقة جاءت لتنافس “أجدع” الراقصات، وقد كانت تعمل سكرتيرة في بلدها وما أن وطأت قدماها الأرض حتى تلقفتها “مواخير” الملاهي الليلية نظراً لجمال وجهها وجسدها، قالت إنها تمارس “البغاء” منذ سنة وهي مرتاحة وسعيدة بمهنتها: “أعيش حياة محترمة”!! ولم تكتفِ بالرقص لأنها تريد أن تشتري بيتاً في “أوكرانيا” كما قالت لنا.
ما هي الأسباب التي دعت إلى تفشي “دور البغاء”:
الابتعاد عن الدين: فهو يدفع المرء للتردد على تلك الأماكن وبجهالة متناهية، فلا يخافون الحساب ولا يعبؤون بالحلال والحرام. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض” وأيضاً : “لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساءت سبيلا”.
الحالة الاقتصادية من فقر وجهل: أغلب قصص الفتيات اللواتي يعملن في “بيوت الهوى” خرجن من بيئة فقيرة أو مفككة، بل إنهن يجدن من يشجعهن على هذا السلوك المنحرف، فأم “نتالي” وجدت ابنتها جميلة جداً فأخذتها بيدها إلى عالم النوادي الليلية وهي تجهز أوراقها وتقف بها أمام موظف النقابة للحصول على تصريح لمزاولة الرقص وبجرأة غريبة وكأنها تقف مع ابنتها أمام مكتب طلبات الانتساب للجامعة، تقول “أم نتالي”: “أعمل كخادمة في البيوت ولا أحد يصرف علي وعلى أولادي الخمسة وأنا مطلقة منذ عشر سنوات وطليقي في السجن حتى “النفقة” لا أستطيع أخذها”. هي تعد ابنتها الجميلة مصدر ثراء لها ولعائلتها والمنقذة التي ستنتشلها مع أبنائها من براثن الفقر والحرمان. ومنهن من هربت من تعنيف زوجها وضربه الدائم لها، فما أن طلقها حتى عملت راقصة وبإسم مستعار، وقصص كثيرة تعيد وتزيد وبأسلوب ميلو درامي فج في تفاصيل الهروب الكبير من واقعهن ومن الظروف والحبيب الذي غدر بهن، ومنهن تريد أن تحقق شهرة سريعة ومالاً كثيراً فرأت أن ممارسة “البغاء” لا يحتاج إلى شهادة أو علم بل إلى إمكانيات جسدية جميلة وكلمة ابتذال وحركات مثيرة، وجميع هؤلاء الفتيات يحصلن على تراخيص مزاولة الرقص، فإلى متى تظل هذه التراخيص البوابة التي تمر من خلالها الراقصات إلى عالم البغاء لتحصل على حق الريادة فيه!؟
الكبت الجنسي: لأن كل ممنوع مرغوب فبيوت البغاء تستقطب المحرومين والممنوعين، خاصة الشباب الذين لا يملكون المال للزواج فيلجؤون للحرام، وهذا دليل قاطع على سوء الحالة الاقتصادية وعلى ذوبان الشخصية العربية في سلوك هذا الطريق للحصول على المتعة، بالإضافة إلى الإغراءات الجسدية التي يتعرض لها الشباب من قبل فتيات الليل.
التربية الأسرية: أغلب اللواتي يعملن في البغاء والذين يرتادون تلك البيوت من “زبائن”، عاشوا الضياع والتخبط وخرجوا من أسر مفككة، بالإضافة إلى التنشئة الخاطئة وأصدقاء السوء وعدم الرغبة في تكوين أسرة.
الغنى الفاحش: كثير من الرجال يرتادون تلك الأماكن ويصرفون على هؤلاء الراقصات مبالغ خيالية في سهرات المجون التي تقام حتى الصباح في سبيل مشاهدة “هستيريا” العري وفوضى الأغاني والرقص الإباحي دون الاكتراث بحجم الأموال التي ترمى فوق رؤوس الراقصات، وتلك الأماكن تعجبهم ومن سوء حظ أحدهم إن علق بيد إحداهن فتبيّعه الأخضر واليابس، وتساهم في خراب بيته إن كان متزوجاً “كأس وغانية يفعلان بالأمة ما لا يفعله رشاش ومدفع”، رغم أن أغلب مرتادي الملاهي والذين يمارسون “البغاء” ينتمون إلى طبقة اجتماعية متدنية من اللصوص والمقامرين والمحتالين وتجار المخدرات.
الإعلام والفضائيات العربية: لقد بلغ الإعلام في عصرنا هذا أشده وأسوأه في الترويج للبغاء والفساد، فلا يمكن أن نشاهد فيلماً عربياً أو مسلسلاً أو كليباً إلا ويحتوي على مشاهد مثيرة للغرائز، يحشرون فيه “فتيات الليل”، إنهن يدخلن بيوتنا وبكامل إرادتنا، فوسائل الإعلام مغرية للشباب والشابات ومبنية على هشيم الفضائيات المروّجة للجنس ولأجساد الفتيات العارية، وعند مشاهدة “الزوج” لتلك الفتيات يتسرب إليه الملل من زوجته فيسقط في فخ “البغاء”، بالإضافة إلى أن مواقع الانترنت مليئة بصور فتيات وبأشكال فاضحة دون مقص الرقابة، ويسعى الشاب لمعرفة ذلك العالم السري “جسد المرأة” وأصابعه تداعب أزرار الكمبيوتر وبسهولة يحصل على ما يريد “فالجنس” هدف آلاف المواقع المختلفة ونقطة ضعف المراهقين والمراهقات، إن طبيعة الشاب العربي المكبوت الذي يعرض له ما شاء من صور ومواقع لديه الاستعداد الكامل للانحراف وخاصة في غياب دور الأب والأم التوجيهي والتربوي وفرحتهم بأبنائهم الذين استطاعوا اللحاق بلغة العصر بينما الشباب يفكرون كيف يصطادون سمكاً في الماء من خلال “الشات” وفتح المواقع الإباحية ؟! وكل يوم وعبر التلفاز نشاهد كماً هائلاً من راقصات متعريات يرقصن بكل إباحية تاركين لهم الحبل على الغارب، فلم تعد هناك أي رقابة، ولا يوجد سوى العري وأجساد تهتز من أجل المال لتهز معها كل القيم والمبادئ التي تربينا عليها، ولا أحد يحرك ساكناً ليوقف ذلك المارد “البغاء” من قمقمه ويتحدث عن حقيقة ما يجري في النشاذ عن الفطرة الإنسانية والدينية.
الوقاية خير من قنطار علاج:
يقول الإمام الغزالي :” الشهوة إذا غلبت جرت إلى اقتحام الفواحش”.
أظهر استطلاع للرأي العام وقد أجري في 13 دولة أوربية أن العائلات الأوربية ترفض مشاهد الجنس والأفلام الإباحية والأغاني المليئة بالعري بالإضافة إلى العنف، ويرحبون برقابة أكثر صرامة على مضمون الإرسال التلفزيوني.
تقول الدكتورة “ثريا عبيد” المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة : “إن تجارة “الجنس” تحتل المرتبة الثالثة في العالم بعد تجارة السلاح والمخدرات، وتطالب الدول العربية الحد من استيراد راقصات من أصول قومية متباينة واللواتي يجدن في البلاد العربية مرتعاً خصباً لاستثمار أجسادهن، وتطالب أيضاً بالتحري عن الأماكن التي تطلق على النوادي الليلية للتخفيف من حدة قذارتها، وللهروب من حدة أفعالها الحقيقية الفاضحة من خلف الستار، وأيضاً إلغاء أسماء الراقصات “رمانة، تفاحة، شاكيرا” والتحري عن أسماءهن الحقيقية فإذا كن لا يخجلن من مهنتهن لماذا تستخدمن أسماء مستعارة”!؟
وأيضاً تطالب بالعودة إلى الدين الصحيح وتربية الأبناء على الطاعة والالتزام وقيمة الشرف وحسن الأخلاق، وأن تفرض الحكومات العربية عقوبات صارمة على أصحاب مهن “البغاء” وفضحهم بكل الوسائل الإعلامية ليكونوا عبرة للآخرين، وأيضاً دفع الأغنياء لمساعدة الفقراء بتوفير فرص العمل بدل من مشاهدة العروض الراقصة واحتساء الخمور، بالإضافة إلى وضع الحد من ظهور الأفلام والكليبات المتعرية.. التي تثير ضعاف النفوس الغير محصنة من الإثارة.
فاديا ناصر