جاك السفاح… مازال مجهولاً!!
جاك السفاح انتزع رئة سيدة وأرسلها إلى قائد الشرطة البريطاني في علبة!!
كان “جاك” باقر البطون يقتل بسرعة صاعقة، ثمّ يغيب في الضباب، ولم يستطع أحداً أن يرسم أي ملامح دقيقة لوجه سيد الرعب هذا!!
في يوم من الأيام وجدت فتاة فرنسية مقتولة في شقتها الصغيرة في “لكسنغتون ستريت”. ومرة أخرى كانت هناك ضحية أخرى وجدت مخنوقة في دكان خالٍ في شارع “شفتسبرغ”، ولم يترك القاتل أي دليل يخبر عنه، وكان العالم المحيط بالضحايا صامت بشكل غريب!!
كانت “جانيت” تعيش مع عشيقها الطباخ الايطالي وابنه وهو غلام في الرابعة عشر من عمره، حيث كانت تحبه وتعنى به. كانت مهنة “جانيت” بيع جسدها في شوارع “لندن”، ومرّة دخل الغلام غرفة “جانيت” فظنّ أنها مغمى عليها ثم لاحظ المنديل حول عنقها، وغالباً ما تعقّد شعرها به، فمدّ يده إلى وجهها فكان بارداً، فأصيب بالرعب وهرع يستغيث. وذات مساء دخلت فرنسية أخرى اسمها “لولو” إلى صيدلية ليلية متورمة الوجه، ولم تلبث حتى أغمي عليها، وقد حل الصيدلي القسم الأعلى من ثيابها فوجد آثار أظافر على جسدها، كما وجد على عنقها خطوطاً بنفسجية طويلة، وكأنها آثار لمحاولة خنق.
وجدت مذبوحة هي وأمها في شقتها!!
حين عادت إلى صوابها، لم تستطع أن تعطي إلا معلومات غامضة عن المعتدي: جهم، أسمر، أنيق الثياب، بعد عدة أيام، وجدت فتاة “ايرلندية” مذبوحة في شقتها وقد عثر على أم الفتاة مذبوحة، وكانت كلتاهما تحمل آثار الخنق المميتة نفسها.
في صباح يوم ضبابي تلقّّى الجنرال “السير شارلز وارن” قائد الشرطة اللندنية تقريراً من مخفر المنطقة مفاده :”لقد عثر على جثة امرأة مقتولة بطعنات سكين، لقد هاجمها القاتل، وطعنها في عنقها وبطنها 39 طعنة، إنها مبقورة من الأعلى إلى الأسفل، امرأة في الأربعين من عمرها”.
بعد ثلاثة أسابيع عثر على جثة امرأة أخرى وكانت هذه الجريمة شبيهة بسابقتها، وبعد هذه الجريمة بعدة أيام وجدت فتاة أخرى مبقورة البطن، لم يتوصل أحد لمعرفة الدافع لجرائم القتل هذه.
في تلك الأثناء جن جنون مدينة “لندن”، وقد دبّ الهلع في قلوب الكثيرين والكثيرات، وبعد أيام وجدت جثة امرأة خلف بناء “النادي العالمي للعمال”، وهي امرأة من أصل “سويدي”، وبعد قليل عثر أحد عمّال الخدمة الليلية على جثة امرأة بائسة أخرى كان بطن الضحيتين مبقوراً.
في اليوم ذاته من وقوع الجريمة، تلقت وكالة الأنباء الصحفية في “لندن” رسالة يقول فيها المجرم باختصار:” لن أتوقف عن بقر البطون إلا عندما يلقى القبض عليّ، إن الجريمة الثالثة التي سأرتكبها سأقطع فيها أذني السيدة وسأرسلهما إلى ضابط الشرطة”، ثم وقع “جاك” باقر البطون!!.
تلقّى قائد الشرطة “رئة” القتيلة في العلبة!!
كانت الناس متوترة من رجال الشرطة، وأخذت تهزأ بهم وبعملهم، وتابع رجال الشرطة أبحاثهم دون فائدة، وفي اليوم التالي لتلك الرسالة اكتشفت قرب الأوبرا جسد امرأة مبقورة البطن ومشوهة وقد انتزع القاتل إحدى رئتيها، وبعد يومين تلقّى قائد الشرطة تلك الرئة موضوعة في علبة!!
بعد فترة أيضاً وجدت امرأة مذبوحة في شارع “الإيست إند”، وبعدها ثلاث نساء مذبوحات، وعلى إثر ذلك استقال الجنرال “شارلز وارن” من منصبه وبعدها لم يسمع عن أي جريمة، وعاد الاطمئنان إلى نفوس الناس، وقد بدا أن الشرطة أيضاً توقفت عن الاهتمام بالتحقيق والبحث عن السفاح..!
هذا الموقف المريب أثار شكوك الناس، فراحوا يتهامسون بأن “جاك” باقر البطون ليس شخصاً مهماً، كان معروفاً بتصرفاته الغريبة، وظلّت هذه الهمسات تخفت شيئاً فشيئاً حتى طويت تماماً لفقدان الدليل، ثم عادت وأثيرت بعد 80 عاماً عندما كتب الدكتور “ستويل” سنة 1970 مقالاً يتحدث فيه عن “جاك” باقر البطون، وقال فيه أنه سليل أسرة ذات مكانة رفيعة في المجتمع البريطاني، وإن جدته وأفراد أسرته يتمتعون بالاحترام والتقديس، وأن رجال الشرطة قد عرفوه، ولكنهم اضطروا إلى التكتم وهذا السبب هو الذي دعا الجنرال “وارن” إلى الاستقالة من منصبه، لكن جميع هذه الدلائل لا تثبت شيئاً، مما حمل رجال الصحافة على استجواب كاتب المقال الدكتور “سويل” لمعرفة اسم السفاح، فرفض الإدلاء به وأصرّ على كتمانه، وظلت هذه القضية لغزاً مستعصياً على الحل..