هل للكذب ألوان؟؟
ولماذا لم يعد للصدق مكان بين الأزواج ؟!
كذب أبيض وآخر أسود وربما أصفر.. كله في النهاية كذب.. والكذب لا لون له، وعلى رأي المثل “حبل الكذب قصير” و”الصدق ينجي صاحبه”، إلا أن بعض الأزواج لهم وجهة نظر أخرى، فمنهم يرون أن بعض الكذب مفيد مع الزوجات على اعتبار أن من أهم فوائده أنه يريح الرأس من إشعال نار الفتن والمشاكل في البيوت، فإذا كان الزوج صادقاً تماماً معها فسيتسبب ذلك بمشاكل لا تنتهي..
رجل صادق وامرأة لا تستطيع الكذب.. حلم جميل يتمناه كل من آدم وحواء في شريك الحياة، ولكن هل يتحقق الحلم ويصبح واقعاً بعد الدخول إلى قفص الزوجية؟ أم سيفاجأ كل طرف بأن الآخر يتفنن في اختراع الأكاذيب وإخفاء الحقائق، ثم يتبارى الاثنان في حبك الكذبة لتصبح معركة من الكذب المتبادل تنتهي بخسارة الطرفين خسارة فادحة..!
دوافع الزوج إلى الكذب..
قد يلجأ الزوج إلى الكذب في حياته الزوجية لينجو من بعض المواقف المزعجة التي يكون بإمكانه تجنبها عن طريق كذبة صغيرة متأثراً بتربيته منذ الطفولة، و قد يكون الكذب بدافع الخوف أو اليأس، أو لمجرد تجنب الدخول في نقاش طويل عقيم لن يؤدي إلى أي نتائج مفيدة، وربما يلجأ الزوج إلى الكذب في الأمور المادية والحسابات.
والزوج عندما يقدم على الكذب مع زوجته إنما يدفعها إلى التفكير في أمور تعود عليه بالنكد والعيش المرير، خاصة إذا ما ظنت الزوجة أن زوجها يبحث عن زوجة أخرى، أو في حياته بالفعل امرأة أخرى فتثور ثائرة المرأة ولا تهدأ.
أما دوافع الزوجة إلى الكذب..
أيضاً قد تكون التنشئة غير السوية للزوجة في بيت أبيها سبباً هاماً للكذب، فقد تكذب على زوجها للحصول على بعض المكاسب المادية نتيجة لطمعها أو لبخل زوجها، وربما تلجأ إلى الكذب في أمورها الشخصية، أو خوفاً من رد فعل زوجها نتيجة عصبيته الزائدة، أو عندما تحاول الزوجة تفادي سخرية وتهكم الزوج عليها.
لكن عندما تكذب الزوجة فقد تزرع الشك في قلب زوجها، فلا يعد يثق بكلامها ولا بتصرفاتها وأفعالها، فيشدد الرقابة عليها ويبدأ بمحاسبتها على كل ما يصدر منها بناءً على قاعدة الشك المترسخة في نفسه، فتتحول حياتهما بذلك إلى جحيم لا يطاق.
أضرار الكذب بين الزوجين حسب رأي علم النفس..
الكذب في الحياة الزوجية يعتبر من الأكاذيب البيضاء وذلك إذا اتخذ شكلاً محدداً لا يؤذي أحداً، فقد يلجأ الزوج أو الزوجة للكذب لتحقيق غاية ما، كالهروب من توبيخ أو للحصول على مأرب معين، وهذا منتشر بين الناس ولا يعتبر خطيراً، لعدم عرقلتة للأمور الحياتية اليومية، وقد يعمد أحد الطرفين لتحوير الحقيقة بعض الشيء دون قصد الإساءة للآخر أو إلحاق الأذية به، لكن يحذر أخصائيو علم النفس من تحول الكذب وتطوره من بسيط عابر إلى أمر مَرَضي خطير ناتج عن مشكلة ما، فقد يصل به الحد إلى تصديق ما يخترعه ويناقض نفسه، وننصح الزوجين أن يساعدا بعضهما ويسمح كل منهما للآخر بالظهور على طبيعته وتقبله كما هو دون تعليقات مؤذية جارحة ومحاولة التفاهم.
إعداد: فرح نويلاتي