السيارات الكهربائية تحارب التلوث… لكن تكاليف تصنيعها باهظة!!
في المستقبل، سيلجأ الناس إلى السيارات الكهربائية، لأن الكثير من الدول والشركات العالمية العملاقة أخذت تهيئ نفسها لمرحلة ما بعد النفط، وبسبب تلوث الجو بثاني أوكسيد الكربون، لذلك وجدوا أن الكهرباء أفضل حل للتخفيف من التلوث.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف ستكون السيارة الكهربائية في المستقبل؟؟
أشكال جديدة مستديرة وصغيرة من السيارات أخذت تظهر بين السيارات الإيطالية، مثل سيارة “فيراري”،599 GTBالتي جعلت الحلم حقيقة.
إحدى سيارات المستقبل تم كشف النقاب عنها في مؤتمر صحفي نظمته الشركة المصنّعة للسيارات الكهربائية وتبين لوحة كبيرة اسم السيارة BO والتي يعتبرونها الحل الأمثل للعالم باعتبارها كهربائية بشكل كامل، والسبب أنها لا تصدر عنها أية انبعاثات، ومع أن السيارات الكهربائية تفتقد إلى صلابة الهيكل أو قوة التحمل، فإن السيارة BO تتمتع باستقلالية ملحوظة، تمكنها من قطع 250 كم ولها قدرة على ارتياد طرق غير اعتيادية وفيها دواسات قوية.. والأجمل أن البطارية التي تحملها تمكنها من قطع مسافة 200 ألف كم قبل أن يتم تغييرها بأخرى جديدة.
هناك أنواع أخرى منافسة من “تويوتا”،و “رينو” و”جنرال موتورز”، و”سوبارو” و”سمارت”، وغيرها. وكلها تعرض حلولاً ممكنة لعالم نظيف خالٍ من التلوث.
ولكن لماذا لم يستعمل الناس سيارت كهربائية تسير على الطرقات حتى الآن؟ وهل السبب ثمنها؟ أم أن هناك أشياء أخرى.
لا بد من الإقرار بحقيقة لا يعلمها الكثيرون وهي أن الشروع في إنتاج سيارت كهربائية لأغراض تجارية وبأعداد كبيرة، يتطلب تكاليف واستعدادات أكثر مما نتخيل، وباعتبار المشروع جديد ومبتكر، أدرك العلماء والمهندسون منذ قرن تقريباً المزايا العديدة للسيارات الكهربائية مثل غياب الضوضاء، وانعدام الانبعاثات الملوثة للبيئة وسرعة التجاوب، أي أنها تتميز بصفات الطاقة الحقيقية المحولة إلى جهد ميكانيكي، هذه الطاقة في المحرك الكهربائي لها خصوصية مميزة، فهي أعلى إذ تبلغ 90% من الطاقة مقارنة بمحرك البنزين الذي تبلغ طاقته 35% ومحرك الديزل الذي تبلغ طاقته 25% لكن تحويل هذا الحلم إلى حقيقة يخلق جدلاً حتى بين أوساط العاملين على ابتكار السيارات الكهربائية حيث يقول أحد مهندسي السيارات أن صناّع “السيارات” سيظلون في سباق مع الزمن لتغيير أشكال وأحجام سياراتهم بدلاً من التفكير بالوقود وإنهم يفقدون سبب وجودهم، وسوف ينحصر دورهم في تجميع قطع السيارات المصنّعة لا أكثر.
أما صنّاع السيارات فلهم رأي آخر لا يقتصر فقط على المحرك بل يتعلق بالخزان فالمشكلة بالنسبة لهم هي البطارية كما يقول أحد المدراء الفنيين لهيئة صنّاع السيارات الفرنسية، فحسب تجاربهم على السيارة الكهربائية وجدوا أن الطاقة المخزنة في بطارية سعتها بين 30-200 كيلوواط أقل بنسبة 50 مرة من الطاقة المخزنة في الوقود السائل حوالي 10 آلاف كيلوواط وهذا يعني بوضوح أن استقلالية السيارات الكهربائية وقدرتها لن تتجاوز مئات قليلة من الكيلو مترات أي لن تتمكن من قطع مسافة تزيد على 250كم وبسرعة ثابتة تفرغ البطارية ويمكن لمخزون الطاقة في السيارة أن ينخفض بمعدل النصف بسبب الملحقات التي تعمل في السيارة مثل التكييف صيفاً وشتاءاً.
وهناك أسباب أخرى تمنع استخدام السيارة الكهربائية وهي:
1- صعوبة استخدام السيارات الكهربائية خارج المدن
2- إن إعادة شحن بطاريات السيارة لا تتم خلال دقائق بل تستغرق ساعات
3- ارتفاع أسعار البطاريات
4- الخوف من عدم قدرة السيارة على الصمود لعشر سنوات أو أكثر
هناك من يبدي تفاؤلاً في حدوث انخفاض لتكلفة إنتاج السيارة وذلك بين عامي 2030- 2035
صحيح أن استخدام الطاقة الكهربائية سيحارب تلوث الجو، لكن المشكلة الجديدة تكمن في كيفية تخزين تلك الطاقة، ودائماً تبقى الآمال تحلّق بين الخيال والحقيقة التي تتوقف على حاجة الإنسان بالبحث نحو الأفضل وعن عوامل للتخفيف من التلوث البيئي والحاجة أم الاختراع.