حب وياسمين وبنادق..
في كل صباح .. استيقظ من غفوتي.. أرتشف قهوتي.. أتلمس الأشياء من حولي.. أحدّق في عيون أولادي.. أتعرّف على أمنياتهم الصغيرة.. أحاول لمسها لأزيد ارتباطي بهم.. تلهمني أرضك وسماؤك وجبالك بمطلع القصيدة.. أجلس وحيدة مع أنفاسي وزفرات حنيني.. أرى شمسك تشرق من جديد.. بينما تشتد العواصف وترتفع الأمواج وتتجاذبني الأنواء.. أهرب إليك أجلس فوق عشب أخضر من لون عينيك.. وأنت وطن الأمجاد.. والأبطال.. تستعصي على تذاكر الطيران وتذاكر الشطآن. يقرؤون اسمك في جواز سفري فتصيبني ومضات العزة والشرف..
أرتشف قهوتي مرة تلو مرة.. أمام نافذة غرفتي.. أقف عند حدودك أسبح باتجاه سواحلك التي منحتني هويتي.. كبريائي.. وذكريات حبيبة تجفف جسدي المبتل بآلاف الأمنيات..
نردد حروفك.. نكوّن عبارات تشبهك.. كلما طويت فيك يوماً أشعر بنفضة الغياب.. فسكان أرضك بسطاء.. لم يسبق لهم امتطاء صهوة المغامرة في الصباحات الندية.. لا يحملون فيروس الكفر بالأوطان ولا جراثيم ازدراء الأديان.. تمتلئ قلوبهم بالحب والأحلام البسيطة.. عيناي ترقبان سماؤك تتبعها فراشات أحلامي.. تملؤني ألوانك وعباراتي المجنونة.. تدفعني لقراءة روايات وقصائد كتبت لك.. يضيع الزمان فوق أعلامك المرفوعة..
وحدي مع كوب قهوتي.. أبحث عن كلمات ساحرة تولج بعيداً نحو الأعماق.. لأنك أعظم وطن في الدنيا.. تلملم في ثنايا ضلوعك كل من فقد الحب والأمان.. الهاربين من بلاد اغتيلت فيها الأحلام.. أقرباء.. غرباء.. يحملون حكايا من رحم أزقتهم وأعناقهم يملؤها الشقاء.. في عباءاتهم رائحة الموت والإرهاق.. تساءلت كثيراً مثلما بكيت!. متى ينعمون بأوطانهم المسبية بعد أن لفها الدمار.. متى ينتهون من معبر الحواجز وقطع الأسلاك الشائكة.. وبنادق الاحتلال.. ماذا تبقى لديهم غير الصبر المرسوم بالرصاص.. ليأتوا إلينا ونحييهم كأبطال الحكاية.. وأستمر في رشف قهوتي على بوابة نافذتي وأنت تسري في شراييني.. ألثم ترابك وأترك مربعات الفراق عنك خلفي.. لأن دمك يملؤني.. يتحدى مساحيقي وصدى آذانك يؤجج صلواتي واسمك يحملني على بساط الريح لدفء احتوائك أطراف حكايتي الحزينة.. وأتساءل؟؟ هل أنت حقيقة لتضم روحي التائهة وأمنياتك الكبيرة.. لأنك الحب الوحيد الذي يسبق جفاف المعادلات العلمية ولا يخضع لتنبؤات الفلكيين ولا فناجين العرّافين.. مثل صهيل خيول برية!
فاديا ناصر