أشهر جراحي القلب في العالم
ملك القلوب… مجدي يعقوب
هو واحد من أشهر ستة جراحين للقلب في العالم.. وثاني طبيب يقوم بزراعة قلب بعد “كريستيان برنارد”.. تاريخه حافل بالإنجازات، أجرى ما يزيد على ألفي عملية قلب مفتوح، وقد كرمته الملكة “إليزابيت” ملكة بريطانيا، ومنحته لقب “سير” ووسام فارس، نال العديد من درجات الدكتوراه الفخرية من الجامعات الأجنبية، وقد بلغت أبحاثه أكثر من 400 بحث متخصص في طب وجراحة القلب والصدر.
ولد “مجدي يعقوب” عام 1935 في أسيوط “مصر”، درس الطب في جامعة “القاهرة” ثم أكمل تخصصه في جراحة القلب في “شيكاغو”، انتقل إلى “بريطانيا” عام 1962 ليعمل بمستشفى في “لندن”، من عام 1969 حتى 2001، وأصبح مديراً للأبحاث العلمية والتعليم، عُيّن أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة عام 1986، واهتم بتطوير جراحة نقل القلب منذ عام 1976، وفي عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض “دريك موريس” والذي عاش حتى عام 2005. ومن بين المشاهير الذي أجرى لهم عمليات قلب مفتوح الكوميدي البريطاني “إريك موركامب”، ويطلق عليه الإعلام البريطاني لقب “ملك القلوب”.
حين أصبح عمر السير “مجدي يعقوب” 65 عاماً اعتزل إجراء العمليات الجراحية، لكن للضرورة أحكامها ففي عام 2006 قطع الدكتور “مجدي” اعتزاله ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع لمريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي الموجود أصلاً في جسدها، خلال عملية الزرع السابقة والتي قام بها بنفسه.
وهي عملية عكسية، وتعد الأولى من نوعها في العالم، وتعافت الفتاة “هانا كلارك”، وقال “يعقوب” في مؤتمر صحفي أن “هانا” تستطيع الآن أن تزاول كافة الأنشطة بلا محاذير. والقصة حدثت كما يلي: كان عمر “هانا” سنتين عندما عانت من تصلب في عضلات القلب، وكان قلبها صغيراً جداً لدرجة لا تمكنه من ضخ الدم، وأجريت لها عملية زرع قلب بأيدي الجراح “مجدي يعقوب”، واستقر القلب الجديد إلى جانب المتعب ليساعده على الحياة، والقلب المزروع يخص طفلة أخرى ماتت وعمرها خمسة أشهر، وبعد أن عاشت الفتاة بقلبين لفترة بلغت أربع سنوات ونصف، بدأ الجسم يرفض القلب المزروع، وتلقت الفتاة أدوية لمساعدة الجسم على تقبل القلب المزروع ومنها العلاج الكيماوي.
مرّت عشر سنوات على ذلك، واضطر الأطباء إلى اتخاذ قرار إجراء عملية قلب أكثر تعقيداً من الأولى. وفي عام 2006 قام “يعقوب” مع فريق من الأطباء بنزع القلب المزروع بعد أن أصبح قلبها الطبيعي في حالة جيدة. وأعادوا ربطه بالشرايين ليقوم بالمهمة كاملة في إدارة عملية ضخ الدماء إلى الجسم. ونقطة التحول هنا هو التحسن المفاجئ في صحة الفتاة المعجزة التي بدأت بممارسة الرياضة، وهي تتمتع الآن بحياة طبيعية، والجدير بالذكر أن الأطباء عندما اكتشفوا مرض “هانا” أبلغوا والديها -عمرها وقتئذ ثمانية أشهر- أنها ستفارق الحياة خلال 12 ساعة.
لماذا تخصص “يعقوب” في القلب؟!
كان “مجدي يعقوب” يعيش في كنف عائلة متعلمة، وكان والده جراحاً، وعندما توفيت عمته الصغرى “أوجيني” وكان عمرها 21 عاماً، بسبب ضيق في صمام القلب، وحزن والده حزناً شديداً، خاصة أنها أودعت طفلتها الصغيرة بين أيدي العائلة، وقال أبوه: “حرام أن تموت شقيقتي وكان ممكن إنقاذها لو كانت خارج مصر”.
هذه الحادثة قد أثرت في نفس الدكتور “مجدي يعقوب”، وعلم بعد ما درس وأصبح جراحاًَ أن العملية التي كانت تحتاجها عمته بسيطة جداً وسهلة جداً.
زرع الخلايا:
نجح “مجدي يعقوب” مع فريق طبي مصري بتطوير صمّام للقلب، وذلك باستخدام الخلايا الجذعية، هذا الاكتشاف سمح باستخدام أجزاء من القلب تمّت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام، وقد استخرجت الخلايا الجذعية من العظام وزرعها ثم تطورت إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، حيث وضعت تلك الخلايا في بيئة من الكولاجين، فأسفرت عن صمامات للقلب بلغ طولها حوالي 3 سم، وقال الدكتور “مجدي يعقوب”: في الأعوام العشرة القادمة سيكون بالإمكان زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية”. وعرف عن “يعقوب” بأنه دائم التفكير في الجراحات المعقدة، وقد اكتشف أساليب تقنية من شأنها تعزيز مهارات الجرّاحين، بما يمكنهم من إجراء عمليات كانت يوماً أشبه بالمستحيلة.
وقد اهتم “يعقوب” بتدريب الأطباء على مستوى العالم كله، والدكتور البروفيسور “مجدي يعقوب” مثال للأخلاق والكفاءة العلمية والتفاني في العمل. وقد حصل على جائزة الشعب لعام 2000 التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية “B.B.C”، حيث انتخبه الشعب البريطاني للجائزة عن عموم إسهاماته العلمية وإجرائه لأكبر عدد من عمليات زرع القلب في العالم.
انجازاته وأعماله الخيرية..
لدى السير “مجدي يعقوب” عدة إنجازات، من أبرزها إنشاء مركز “هارفيلد” لأبحاث أمراض القلب في “بريطانيا”، واستحداث أسلوب مبتكر للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد، وتأسيس البرنامج العالمي الرائد لزراعة القلب والرئة، والمساهمة في إنشاء “مؤسسة الأمل للأعمال الخيرية” التي تقدم خدمات إنسانية متنوعة لمرضى القلب من الأطفال في الدول النامية، وأسس “مجدي يعقوب” مؤسسة خيرية تدعى “جين أوف هوب”. التي تتولى إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياة مرضى القلب من الأطفال الفقراء، ويسجل له بأنه أول من ابتكر جراحة “الدومينو” التي تتضمن زراعة قلب مع الرئتين لمريض يعاني من فشل الرئة. وفي الوقت نفسه يؤخذ القلب السليم من المريض ليزرع في مريض ثاني.