// معلولا السورية.. حكايات أسطورية تحاكي التاريخ - Tahani Magazine

معلولا السورية.. حكايات أسطورية تحاكي التاريخ

“معلولا” السورية.. حكايات أسطورية تحاكي التاريخ

“معلولا” مدينة سورية تقع في شمال غرب دمشق على بعد 50 كم، وترتفع عن سطح البحر حوالي 1500 متر. اسمها يعني المكان المرتفع ذو الهواء العليل حسب اللغة السريانية.
تشتهر بوجود معالم مسيحية مقدسة ومعالم قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد. كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين ما زالوا يتكلمون اللغة الآرامية “السريانية” وهي لغة السيد المسيح، والتي تعتبر من أقدم لغات العالم التي سادت الشرق منذ القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن السابع الميلادي، واليوم لا يتكلمها أي شعب في العالم سوى سكان “معلولا” الذين يتكلمون بها إلى جانب اللغة العربية، كما في قريتي “جبعدين وبخعة” المجاورتين لـها.

طابع آرامي مميز..
تحتوي “معلولا” على معالم تاريخية متفردة أهمها الأديرة والكنائس والممرات الصخرية، وعلى آثار قديمة وهامة في تاريخ المسيحية منها كنيسة قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل. تتميز بيوت بلدة “معلولا” بتوضعها على شكل طبقات، حيث لا تعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحوّل سطوح المنازل الأدنى إلى أروقة ومعابر لما فوقها من بيوت ولتكون ذات طابع متميز. أما الأوابد والأحجار الضخمة، والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر والتي سكنها الإنسان القديم فتحكي قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه “معلولا” تابعة لمملكة حمص في العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا “سليوكوبوليس” وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت في أوائل القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.

ومن أهم معالم معلولا..
دير مارسركيس التاريخي:
بُني دير “مار سركيس” في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني المظهر، ولا يزال هذا الدير محتفظاً بطابعه التاريخي العريق.

دير مارتقلا:
يضم “دير مار تقلا” رفاة القديسة “تقلا” ابنة أحد الأمراء السلوقيين وتلميذة القديس “بولس”، وماءً مقدس للتبرك، ويقع الدير في مكان بارز من القرية ويطل من جوف الكهف الصخري الذي عاشت فيه بعد هروبها من أهل السوء، حيث لا يزال هذا الكهف ظاهراً حتى اليوم وفي رحابه بني دير مار تقلا الذي بقي حتى الآن رمزاً للقداسة وحياة القديسين.
وإذا أمعن الزائر النظر من سطح الدير إلى الصخور المحيطة شاهد القلالي “أي غرف الانفراد المحفورة في الصخر” والتي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون إلى الصلاة والتأمل والزهد، مما يدل على أن “معلولا” كانت مدينة رهبانية مقدسة ترتفع فيها الصلوات والتضرعات ليلاً نهاراً إلى الله.

ممر معولا الصخري أو الفج:
تمتاز “معلولا” بما يسمى “فج مار تقلا”، وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل، وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم، يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها. يقسم الفج القرية إلى شطرين، ويتميز هذا الممر من بدايته ارتفاعاً حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة، فهو من عجائب الطبيعة والإنسان.

احتفالات وأعياد دينية:
تعد “معلولا” من أجمل المناطق السياحية في سورية و من أجمل المصايف ذات الطبيعة الجبلية، وتزدحم “معلولا” وأديرتها وكنائسها بآلاف الزائرين في “عيد الصليب وعيدي القديسة تقلا والقديس سركيس”، وذلك للمشاركة في الأعياد المقدسة  حيث يتلاقى الزائرون من دول أوروبا والعالم بالزوار من سوريا وأنحاء الشرق.

للاستعلام عن المزيد من الاستفسارات زوروا موقع شركة “جوليا دومنا” للسياحة والسفر على الانترنت:
www.mashaweer.sy
أو اتصلوا بنا على الأرقام التالية:
+963 11 2325555
+963 94 7 900 900