فضائيات
فيلم “بدون رقابة” لم ينقصنا إلا أفلام المثليين!!
فيلم “بدون رقابة” وهو من بطولة “علا غانم”، “أحمد فهمي”، “ماريا”، “دوللي شاهين”. الفيلم يتناول قضية الشذوذ أو المثليين وبالتحديد شخصية البطلة هذا ما أبدعه لنا كاتب السيناريو والمخرج والمنتج وهو: تفعيل وقبول فكرة الشذوذ في المجتمع العربي وذلك بالتأثير على أدمغة الشباب. إنها “موضة العصر” أن نخلق شريحة عريضة من الشاذين والشاذات، مع استمرار طرح تلك الأفلام وتناول تلك المواضيع تتوسع القاعدة، ويزداد عدد المنحرفين في مستنقع الشذوذ، بجهل مطبق، وبجري مسعور وراء الشهوات الجنسية وفق تبريرات تحمي الإنسان من النظر إلى سوء أفعاله ونتائجها أو محاسبة نفسه أو محاسبة القانون عنها.
أتى فيلم “بدون رقابة” كغطاء اجتماعي لحماية النفس من الشعور حتى بالذنب وإيجاد تبريرات تظهر فجأة لإبعاد الذات عن محاسبة نفسها أو خروجها عن الفطرة السوية التي خلقها الله في البشر، وكأننا شعب بلا دين وبلا قيم أو حتى بلا ضمير، حاذفين من حياة كل إنسان بوصلة القيم والمبادئ والضمير الذي يوجهه إلى الطريق السوي، والتي تنبأ الفرد بخطورة ما يفعل، وأن يصبح منبوذاً في حال إصراره على المخالفة والخروج عن قواعد المجتمع وقوانينه، حريات فردية وشخصية يتغنون بها مع أعاصير الحرية ومفاهيم الحقوق المعلبة والمصنّعة والجاهزة للتصدير، لقد استوردت العقول العربية المفاهيم الغربية وتبنتها وكأنها مجتمعات لا تملك تاريخاً ولا إرثاً ولا حضارة، وأوائل تلك الأفكار هي الحرية الجنسية، وكأن الوطن العربي قد فرغ من كل المشاكل وتحررت أراضيه ولا يعاني لا حصار اقتصادي ولا ثقافي ولا احتلال وأخذنا نبحث ونحرك موضوع هش هو حقوق المثليين من باب البطولة واستعراض العضلات والنبش في قضايا مخجلة، وتبرز القوة المزعومة في تصريح جريء أو “وقح” لبطلة الفيلم في مجتمعات تعاني من التبعية والفساد. والهم الأكبر لكل سكان الوطن العربي هو الحرية الجنسية، فهنيئاً لكم مبدعي أفلام حقوق الجسد ونزواته وملذاته وإشباع الغرائز بطرق شاذة وهنيئاً لكل من يصفق لتلك البؤر السينمائية!
مفهوم الأمومة بعطاء “هزي يا نواعم”!
أتساءل دوماً من الذي يخدع الآخر الفضائيات العربية أم المشاهد الذي يعتقدون أنه “مغفل”؟؟!
ففي خطوة جريئة قامت بها فضائية من الفضائيات واحتفالاً بعيد الأم اعتقدنا أن معدة ومذيعة البرنامج ستجلب لنا إحدى الأمهات التي يشهد تاريخها على انجازاتها وتضحيتها كأم مثالية، فإذا بها تأتي براقصة من الدرجة الأولى وبناتها!! اعتقدنا بداية أنها مزحة أو الكاميرا الخفية لكن عندما بدأت المذيعة تستعرض أمجاد الراقصة وكفاحها في السينما والتلفزيون، ثم تعدت إلى صفات هزت معها عرش القيم والثوابت بالاحتفال بالراقصة كأم مثالية وقدوة!! أصبنا بالاكتئاب والإحباط!
نحن نعلم أن الأم المثالية تتطلب مواصفات تتسم بالفكر والعطاء والاحتشام بالإضافة إلى تربيتها لأبنائها بما قدمته من تضحيات وإنكار للذات كنموذج لكن لم يخطر على بالنا أن تكون راقصة على “الوحدة ونص” ! أصبح الوقوف في كباريهات “شارع الهرم” ببدلات رقص وأمام عيون الرجال وهي تنهش الجسد العاري، وترتوي بوصلات التلوي وهز الوسط والصدر والإيحاءات والحركات المبتذلة هو الآن مثالاً يحتذى به، هكذا أصبح الإعلام بتصديره لمعاني التضحية والعطاء! كان الأجدر بالقناة أن تلغي الاحتفال أو حتى أن تلغي عيد الأم كله بدلاً أن يقطعوا عنق الحقيقة ويحطموا قيمتها ويجعلوا المناسبة سخيفة بهذا الشكل، ممكن أن نتقبل مشاهدة الراقصة كفنانة كبرت و”سمنت” واعتزلت الرقص واتجهت إلى التمثيل، لكن من المحال أن نتقبلها كأم مثالية لاجتذاب الجمهور وأن نختصر مفهوم الأمومة بعطاء “هزي يا نواعم” !
“يؤبش” ليست أغنية بل فضيحة!
عندما نسمع ونشاهد أغنية “يؤبش”، “يسكن بألبي ويفرش” نتساءل عن حجم الضآلة الفكرية التي وصلنا إليها، بكلمات مسفة يدفنوها بين تراكيب الترفيه وإبهار المشاهد بأغاني أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها هابطة جداً ومشاهد “البورنو كليب” المتنقلة بين الحمّام والاستديو وغرفة النوم بقمصان تستحي المرأة المتزوجة أن ترتديها وأتساءل عن تحكم الفضائيات بالمشاهد، فلم يعد هناك معايير ولا مرجعيات لقد عبثت المادة بأدمغة الناس ولم يعد هناك فرقاً بين بقالية تبيع مواد منتهية الصلاحية، رديئة الصنع، تغري الشباب والمراهقين والرجال بالألوان البراقة وبين تأثير تلك المواد الضارة أو الفاسدة ليظل المشاهد تحت سحر تأثيرها بزيادة كمية التعري والإغراء والإلتواء والإيماءات الجنسية، والشباب يبتلعون بسرعة كل مضمون وإعلاء قيمة كل ما هو فاسد، لقد أصبنا بالغثيان ونحن نتابع أغنية “يؤبش”، لأنها ليست أغنية بل فضيحة “بجلاجل”!! وإلى الآن نتساءل كيف استطاع الإعلام سواء أكان المرئي أم المكتوب أن يمجّد من شأن الراقصات ومغنيات الكباريهات اللواتي أصبحوا بين عشية وضحاها نجوماً تسطع في سماء الفضائيات العربية “لنطبّل لهم ونزمر” مقابل إقصاء الدماغ.
فاديا ناصر