فضائيات…
متى سينتهون من عقدة العالمية
إحدى الفنانات في حوار على شاشة “أبو ظبي” قالت أنها توجّهت بأغنيتها للرئيس الأميركي “أوباما” ولم يكن الحوار أصلاً مفهوماً حتى يفهم الأغنية “أوباما” بحدّ ذاته، وتوقعنا أن يسمعها كل العالم إلا “أوباما”، لكن فناناتنا قد أصيبوا بحالة الهوس بالعالمية، حوار تمّ في إطار السطحية والفبركات الإعلامية ثم استرسلت بحديثها عن الممثل التركي “أسمر” الذي مثّل في كليبها “جرح”، والذي أضاف لها الكثير إلى الآن!! لم نعرف ماذا أضاف غير أننا فعلاً كنّا أمّة “محمد” وأصبحنا أمة “مهند” حسب قول الكاتب الكبير “حمدي قنديل”، وكأن كليب أغنية مع نجم تركي هو بوصلة استرشاد إلى عالم الأضواء، بعدما عجزن عن البقاء في دائرة فنهنّ، إنه دليل واضح على الإفلاس الفكري وعلى حجم الضحالة في تناول موضوعات هامة في الكليب “جرح”، وهو يتحدث عن زوجة مظلومة تستحق التعاطف، أمّا السبب فهو أنها نجمة كبيرة، ومن متطلبات نجوميتها أن يضع المعجبون أيديهم عليها وهم يتصورون معها، ومن متطلبات تلك النجومية أيضاً أن يقبل الزوج ومثل “التوتو” بأن تكون زوجته بين أحضان مدرب الرقص، ويسمح للمصورين أن يلتقطوا الصور مع زوجته وهم في غاية الانسجام كزوجين، وبالمعنى الفني أن غيرة الرجل هي جوهر فكرة العمل وكذلك استجداء المشاهدين بأن النجمة مظلومة مع زوجها، ويضطر الزوج أخيراً للخضوع والتنحي لنجومية زوجته ومتطلبات مهنتها، وانتهى الفيديو كليب بكلمات ركيكة ولغة غير مفهومة قذفها “أسمر” في وجه الرجل العربي كنصائح وهي بأن يكون تعامله مع زوجته النجمة أفضل من ذلك، يعني مخرج فيديو كليب “جرح” جلب من تركيا “أسمر” ليكون “البطل والمفتي والمعلم” بأفكار تستر العقم الذي نعاني منه في زمن صنع العرب فيه من النواسات شموعاً.
العوو… هل هي أغنية “للكلاب”!!
في زمن تفشّي الموبقات، وترويج العري، وعين علت على الحاجب والكلب الحي أفضل من النمر المريض، تطلّ علينا أغنية “العوو”، هم لا ينادون “كلباً” بل المغني وجماعته ينادون العفاريت، ويقول مطلع هذه الأغنية التي تبث على إحدى القنوات عشرون مرة في اليوم “يا حبيبي إلّي يخاف من العفريت بيطلعلوا.. بينزلوا..” وهكذا من كل النواحي، وللأسف هذا المغني يعوّي في أغنيته وكأنه خارج عن هذا الزمان، الذي ما عاد للعفاريت لهم مكان… بعدما وجدوا من يحلّ محلهم أمثال هذا المطرب والعفاريت الأخريات اللواتي يتراقصن ويتلوين كالأفاعي بملابس حمامات السباحة والجميع ينادي “العوو،عو، عو، عو…” وهي كلمة نقولها لطفل صغير لنسهل عليه كلمة “كلب”، فما هي الصلة بين العفريت و”العوو”…
وإلى متى سيبقى مسؤولوا القنوات الغنائية نائمين عن هذه المهازل وتيار الأغاني الجارف بلا مضمون أو حياء…!
أزمة عصبية للمشاهدين!!
إحدى الفضائيات العربية منذ فترة بثّت برنامج لقاء مع إحدى الفنانات المخضرمات، وقد سبب المحاور للمشاهدين أزمة عصبية بسبب ثرثرته، ولم يعطي فرصة لضيفته بأن تتكلم كلمة واحدة، حتى وإن سمح لها بالحديث كان يقاطعها باستمرار، وكأن اللقاء كان مع نفسه ولنفسه فقط، والأسئلة عبارة عن ديباجات طويلة ومملة ويعرفها جميع المشاهدين، والسؤال فيه الجواب، كانت مهمته الوحيدة في هذا اللقاء أن يكون الضيف والمضيف في استرساله في الحديث واستعراض عضلاته حتى أن النجمة في آخر اللقاء قد صفقت له!!
المشاهد العربي لم يعد يطيق الفوازير الرمضانية!!
يتسابق النجوم و”المذيعات” لتمثيل الفوازير الرمضانية، ورغم أن السنوات الأخيرة التي مثّلت فيها الفوازير قد أصيبت بالفشل الذريع، مازالوا يبحثون عن مخرج يتبنى عمل الفوازير، ولم يقتنعوا بعد أن الفوازير الرمضانية قد انتهت بعدما اعتزلتها الفنانتين “نيللي وشريهان” والذي كان الجمهور العربي ينتظرهنّ بفارغ الصبر وقد نجحن بسبب عوامل عديدة أولها النجم ثم عنصر الإبهار والخدع المستخدمة والحركات الرياضية الجميلة والمخرج، الأمر كان غريباً على المشاهد العربي خاصة أن “الفزورة” كانت تمثل بطريقة تشدّ المشاهد ومواضيعها كانت جميلة، والآن تعود الفوازير إلى الشاشات العربية بالمضمون والأفكار نفسها مع اختلاف النجم، وهي لا تقدم شيئاً للمشاهد وكأنها أصبحت إرضاء لنزعة النرجسية للفنانات بإصرارهن على أنهنّ يحملن نفس “خفة الدم” والوزن والرشاقة للفنانتين “نيللي وشريهان” والمخرج يعتقد نفسه الراحل “فهمي عبد الحميد”. فكم من فوازير بعدهما مثلت وفشلت لأنهنّ لا يملكن أي مقومات تجعلهنّ أبطالاً للفوازير سوى الإعجاب بأنفسهنّ وفي تصويت على قناة “الراي” تبين أن أغلب المشاهدين لا يتابعون الفوازير الحديثة لأنها مملة، فلمَ تصر الفنانات والمذيعات أن يتحمل الجمهور تكاليف إعجابهنّ بأنفسهنّ!!
إعداد: فاديا ناصر