سيدة الأعمال الأولى في سورية ياسمينة أزهري..
سورية هي من أغنى البلدان العربية جذباً للاستثمارات الرابحة..
حاورها : عمر شريقي
تعتبر سيدة الأعمال السيدة ياسمينة أزهري من أكثر سيدات الأعمال اهتماماً بقضايا تنمية وتطوير مجال المقاولات في سورية، والسيدة أزهري من أسرة عريقة أثبتت مكانتها في عالم التجارة والأعمال نشأت في كنف والدها رحمه الله وتابعت خطواته الرائدة في جميع المجالات ومنها بدأت بتحديد مسارها في العمل التجاري و الخيري إلى جانب اهتماماتها الثقافية والأدبية، وهي حاصلة على إجازة في الآداب/ قسم اللغة الفرنسية، وتجيد اللغة الفرنسية والانكليزية والصربية قراءة وكتابة لأن والدتها “صربية” بالإضافة إلى العربية.
بين طيات الهدوء أبحرنا معها في تفاصيل تجربتها، بل تجاربها المختلفة في قطاع الأعمال وفي الحياة…. وبتلقائية تغلفها الشفافية سجلت إجاباتها لتضع الكثير من النقاط فوق الحروف؟ ومعها نترككم في هذا الحوار:
** من وجهة نظركم هل القوانين والتشريعات التي صدرت كافية لتلبية طموحات المستثمرين ؟
* أنا أعتقد أننا قطعنا شوطاً كبيراُ في سورية بالنسبة لإصدار القوانين والتشريعات الجديدة التي تحاول تلبية طموحات المستثمرين، وأنا على يقين أنه ما زال لدينا الكثير لإنجازه لأننا نطمح إلى الأفضل و إلى تشجيع المستثمرين بالشكل الأمثل.
أعتقد أن “مستقبل النهضة السورية” قد بدأ فعلياً..
** كيف تنظرون إلى المستقبل القادم للنهضة السورية الحديثة وكيف تتعاملون معها؟
* أعتقد أن “مستقبل النهضة السورية” قد ابتدأ فعلياً و نحن نسير ضمن رؤيا واضحة و توجه حكيم تجلى في الخطة الخمسية العاشرة، حيث أنها غطت جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية و التربوية بوجهة نظر جديدة.
** ما هي برأيكم أهم القطاعات التي كانت الأكثر جذبا وارتياحا لكم ؟
* لا أستطيع تفضيل قطاع على آخر، لكنني شخصياً ميالة إلى المساهمة في كل ما يخص تمكين المرأة ودعم المجتمع الأهلي والمجال التربوي و تشجيع السياحة.
** ما هو مستقبل خلق سوق مالي سوري عربي موحد وأهميته في مواجهة الأسواق العالمية؟
* “في الإتحاد قوة”: هي مقولة شهيرة، و هي صحيحة جداً و تُطبق في مجال ” السوق المالي العربي السوري الموحد”. يمكننا الاستفادة من تجربة الأوروبيين في هذا المجال والنظر إلى النتائج الإيجابية الرائعة التي وصلوا إليها من خلال توحيد عملتهم و خلق السوق الأوروبية المشتركة وأتمنى أن أرى اليوم الذي يتحد فيه العرب لنصبح أقوى في مواجهة الأسواق العالمية و قادرين على المنافسة.
** لو خرجت للاستثمار خارج سورية أين تكون وجهتك؟
* لم أفكر يوماً بالخروج للاستثمار خارج سورية ولا أعتقد أنني سأفعل طالما أن الإمكانيات متاحة و الفرص متوفرة في بلدي، و بما أن التوجه الاقتصادي الجديد نحو الانفتاح هو جدي فأنا أعتقد بأن سورية هي من أغنى البلدان العربية و الأكثر جذباً للاستثمارات الرابحة في جميع المجالات.
** ياسمينة الأزهري أول سيدة عربية تحظى بوسام “أورانج” من رتبة فارس من هولندا ، هل هذا التكريم الكبير يمكن أن يوطد العلاقات أكثر بين هولندا وسورية وبالتالي مد الجسور بين البلدين ؟
* أفخر بأنني كرمت من قبل جلالة ملكة هولندا بوسام رفيع وهو وسام “فارس” تقديراً لجهودي في خدمة البلدين، و هذا سيشجعني على المزيد من العمل و العطاء و تحسين العلاقات التجارية و الثقافية مابين البلدين و تقديم كل الدعم و الخدمات المطلوبة لذلك.
** اختارت مجلة «فوربس العربية» الاقتصادية المعروفة «ياسمينة أزهري» ضمن قائمتها أقوى 50 سيدة أعمال للعام الثاني على التوالي في الوطن العربي، السؤال ما هي الأسس التي تعتمدها المجلة برأيك وعلى أي أساس يتم الانتقاء ؟
* كان ذلك ضمن الأسس التي اُعتمدت التأثير في المجتمع، و التأثير في الاقتصاد، بالإضافة إلى النشاطات الاجتماعية والظهور الإعلامي الذي يترافق عادة مع سبب مهم تكون سيدة الأعمال هي محوره، و طبعاً يجب أن تكون كل المعلومات موثقة و تحتوي على بيانات و معلومات. أبرر سبب التراجع من المرتبة 35 عام 2006 إلى 42 لعام 2007 هو الأخذ في الاعتبار مبلغ رأس المال الذي تتحكم فيه سيدة الأعمال، لكن مقدار التراجع لم يعن لي أي شيء بمقدار أن يرى العالم أن في سورية سيدات لهن تأثير على مستوى الوطن العربي كما تم تصنيفي من قبل فريق اقتصادي في دبي.
أؤمن بأن عالم الأعمال و المجتمع الأهلي هما رديفان وشريكان أساسيان للحكومة..
** ياسمينة الأزهري لها عدة مناصب، مثل أول سيدة في مجلس إدارة مرفأ طرطوس، وأول قنصل فخري في سورية، وأول سيدة دخلت إلى غرفة التجارة والصناعة في اللاذقية، هل تطمح دخول عالم السياسة من خلال الوزارة أو البرلمان مثلا ؟
* أنا أنتمي إلى القطاع الخاص و القطاع الأهلي في سورية، وإنني أرى أن وجودي في هذين القطاعين وما استطعت إنجازه فيهما هو سر نجاحي و هما عالمين بعيدين عن السياسة، بالرغم من إيماني بأن السياسة تلعب دوراً في جميع القطاعات، فأنا لا أطمع في أي منصب وزاري أو في البرلمان السوري لكي أتمكن من متابعة أدائي وإنجاز ما أقوم به الآن على نفس الوتيرة واترك السياسة لأهلها لنتكامل مع بعضنا البعض.
** من المعروف أنك صديقة الإعلام والصحافة ونرى مقابلات كثيرة ، وهل تعتبرين أن الإعلام يعطيك حقك وينصفك أم لكم رأي آخر ؟
* أنا أدين للإعلام بالكثير وأرى أنه من الجيد أن تضاء قصص ” مميزة” من سورية على جميع الأصعدة المحلية والعالمية و بالتالي يشجع على ولوج عالم الأعمال والاستثمارات و المجتمع الأهلي إذ أنني – مثلاً – لم أكن لأستطيع الوصول إلى ما وصلت إليه لولا أن القوانين والتشريعات في سورية تدعم عمل المرأة و تساندها و تعطيها حرية المشاركة في أي مجال تريده، فالفضل لنجاحي أولاً هو لوجودي في بلدي سورية.
** وماذا عن الرياضة ،، هل لك هوايات رياضية خاصة ؟
* من المؤسف أن ضيق وقتي و كثرة عملي لا يتركون لي الكثير من الوقت لممارسة هوايتي المشي و السباحة، علما أنني كنت خلال المدرسة من ضمن فريق منتخب اللاذقية لكرة السلة و كنت بارعة في لعب كرة السلة.
** من تشجعين من أندية المحافظة – حطين أم تشرين ،، ولماذا ؟
* لا أشجع فريقاً معيناً في اللاذقية بل أشجع الرياضة و الروح الرياضية بشكل عام وأود شكر نادي حطين لزيارته مقر جمعية بشائر النور التي أترأسها و التي تعنى بالأطفال المصابين بالتوحد و متلازمة داون.
** حدثينا عن عائلتك لو سمحت سيدتي ..
*عائلتي الصغيرة مؤلفة من ابني محمد الذي تخرج من الجامعة الأميركية بالشارقة بعد أن أتم دراسة إدارة الأعمال و اختص بالتسويق، و ابنتي رانيا التي تتابع دراستها في الجامعة الأميركية بدبي فرع التصميم الداخلي. ومن صميم قلبي أشكرهما لدعمهما الدائم لي و مساندتهما و إيمانهما بأن ما أقوم به هو واجب وطني تجاه بلد أعطاني كل المقومات والتسهيلات التي ساعدتني للوصول إلى ما أنا عليه.