أفلام “الإسكندر المقدوني” تجسّد حكايات أسطورية
إنه الفاتح العسكري لإمبراطورية امتدت من بلاد الإغريق حتى “فارس والهند” وقد أسس 18 مدينة تحمل اسم “إسكندرية”، مات عام 323 ق.م شاباً، لم يكمل عامه الثالث والثلاثين. لذلك وجد المخرجون أنفسهم أمام شخصية تاريخية معقدة ومركبة كانت بمثابة مادة دسمة لأفلام “الإسكندر”.
فيلم “الإسكندر الكبير” نال شهرة واسعة
في عام 1956 قام المخرج “روبرت روسين” Robert Rossen بتجسيد حياة الإسكندر في فيلم اسمه “Alexander The Great” “الإسكندر الأكبر”، وهو من بطولة “ريتشارد بورتون” Richard Burtonالذي قام بدور “الإسكندر” و”فريدريك مارس” Fredric March، هذا الفيلم لم يكن في المستوى المطلوب من الحبكة والتمثيل لذلك لم
يأخذ النجاح المناسب.
في عام 2005 قام المخرج “جيم ليندسي” Jim Lindsay بتجسيد حياة “الإسكندر الأكبر” في فيلم وثائقي “The True Story of Alexander The Great” من بطولة “ميشيل كارديل” Michel Cardelle الذي قام بدور “الإسكندر”، و “بريدتيا تومارشيو” Brigdetta Tomarchioالتي قامت بدور “أولمبياس” أم “الإسكندر”، و “جيمي وولش” Jamie Walsh التي جسّدت دور “كليوباترا”.
وأيضاً هناك فيلم وثائقي عن “الإسكندر الأكبر” واسمه “The Man Behind The Legend”، وهو فيلم وثائقي من إنتاج قناة “ناشيونال جيوجرافيك” ومدبلج للعربية.
أما فيلم “Alexander” الذي تم تمثيله عام 2004 عن حياة “الإسكندر” فقد نال شهرة واسعة ونجح نجاحاً دولياً ساحقاً، وهو من إخراج “أوليفر ستون” Oliver Stone ويعتمد الفيلم في أحداثه على كتاب “الإسكندر الكبير” للمؤرخ “روبن لين فوكس”، وقد أثار جدلاً كبيراً وتعرّض للانتقادات الكثيرة والسخرية، كما أنه فشل في شباك التذاكر الأمريكية، لكنه حقق نجاحاً دولياً ملحوظاً بفضل تمثيل النجم “كولين فاريل” Collin Farrellالذي قام بدور “الإسكندر”. يبين الفيلم أهم لحظات حياة الإسكندر في طفولته وشبابه ووفاته، والعلاقة السيئة مع والده “فيليبوس”، وغزواته للإمبراطورية الإخمينية عام 331 ق.م، وبذل الجهود للوصول إلى إمبراطورية عالمية.
الفيلم يتحدث عن حياة الإسكندر وعلاقته المتوترة مع والديه، حيث يعيش مع والدته أوليمبياس “أنجيلينا جولي” Angelina Jolieو”أرسطو” المعلم الذي يلقنه دروس الحب والشرف والموسيقى والشعر والمهارات العسكرية.
بعد اغتيال الأب “فيليبوس”، يصبح “الإسكندر” ملكاً على “مقدونيا” ويتخلص من المعارضين ويخوض حروبه مع الإمبراطورية الإخمينية، كما ويجسّد الفيلم علاقة الحب والصداقة التي جمعت الإسكندر الكبير بصديق طفولته هيفاستين “جاريد ليتو” Jared Leto ثم زوجته “روكسانا”، وبعد وفاة صديقه يبتعد الإسكندر عن زوجته “روكسانا” معتقداً أن لها يداً في قتل صديق عمره، ويهجر الحياة مستسلماً للموت.
صوّّر “أوليفر ستون” أغلب مشاهد الفيلم في “المغرب وتايلاند ولندن”، وقد تعرّض هذا الفيلم لعدة انتقادات من قبل المؤرخين، من حيث الوقائع واللباس وطريقة الماكياج، وانتقدوا الحفلات وطريقة التزيين التي ظهرت فيها “إنجيلينا جولي” والتي كانت أقرب إلى الملكة “كليوباترا”، وليس كما صورها الفيلم والدة “الإسكندر” إذاً الأسلوب العربي كان طاغياً في الفيلم ولم يكن الأسلوب الفارسي “الإخميني”، وأيضاً ظهرت نوافذ المباني زجاجية رغم أن استخدام الزجاج لم يكن إلا بعد 300 سنة تقريباً وعلى يد الرومان، ومنارة الإسكندرية في مشاهد “بطليموس الأول” مضاءة وهي لم تضاء إلا في عهد “بطليموس الثاني” ومن عيوب الفيلم أيضاً أنه ركز على جانب واحد من حياة الإسكندر، حيث أظهر الجانب الغريزي المتهور والماجن. لذلك اعتبر السينمائيون الفيلم عبارة عن إهانة للحقبة التاريخية آنذاك ولا يليق بـ “الإسكندر الكبير”.
الآن يمثل فيلم “الإسكندر” من بطولة “هالة صدقي” التي تلعب دور أم “الإسكندر” الملكة “أولمبيا” وهو من إخراج المخرج العالمي اللبناني “جلال مرعي”، وشارك البطولة مع “هالة صدقي” كلاً من “سام هوجان” و “جون براون” و “سونيا أنريكز” و” سامي العدل”و”خلود عرابي”، ومن المتوقع أن يعرض هذا الفيلم في أيلول القادم، هذا الفيلم يجمع بين الممثلين العرب والأجانب ليكون فيلماً عالمياً.