ثلث البرمائيات وربع أشجار الصنوبر مهددة بالانقراض
أصدر الاتحاد العالمي لصون الطبيعة قائمة حمراء للأنواع المهددة بالانقراض رغم إدراك أنصار البيئة للتردي الذي يعيشه كوكبنا على مختلف الصعد البيئية، خاصة على صعيد التنوع الحيوي، فقد فوجئوا بحجم التراجع الذي كشفته القائمة.
وقد بلغ عدد الأنواع المهددة بالانقراض “16119” نوعاً وشملت عدة أنواع مألوفة مثل الدب البري، فرس النهر، والغزال الصحراوي، إلى جانب قروش المحيطات، وأسماك المياه العذبة، وزهور حوض البحر الأبيض المتوسط. أما التحركات الإيجابية فقد أنقذت الصقر الأبيض المتوسط الذيل، ومنحت بارقة أمل لنسور الهند، والعدد الإجمالي للأنواع التي أعلنت رسمياً أنواعاً منقرضة فقد بلغ “784” نوعاً، والأنواع المهددة بالانقراض تضم ثلث البرمائيات وربع أشجار الصنوبر “”ConferousTrees في العالم، بالإضافة إلى أن عدداً من الطيور وربع الثدييات تواجه خطراً داهماً. يقول “آخيم شتايز” المدير العام للاتحاد الدولي لصون الحياة البرية “إن القائمة الحمراء ترصد معدلات فقدان التنوع الحيوي وهو في تزايد مستمر. إن التنوع الحيوي لا يمكن إنقاذه من خلال أنصار البيئة وحدهم بل يجب أن يصبح مسؤولية كل إنسان يمتلك المسؤولية والموارد اللازمة للتحرك”. فالدب القطبي أحد أبرز ضحايا الاحترار الكوني “الاحتباس الحراري” لأنه يعتمد على الجليد القطبي الطافي في اصطياد عجول البحر، ومن المتوقع أن يعاني فقدان “30%” من أعداده في الأعوام الخمسة والأربعين القادمة، وأصبح من الأنواع المهددة بالانقراض.
أما الصحراء فهي تدريجياً تفقد تنوعها الحيوي وكائناتها الحيوانية والنباتية التي تكيفت مع ظروفها المناخية القاسية. والتهديد الرئيسي للحياة البرية في الصحاري يأتي من الصيد الجائر المنفلت، فغزلان “الداما” معرضة للانقراض بعدما انقرضت غزلان “الأوريكس” المعقوفة القرن أما الظباء الأسيوية أيضاً “الريم” تتراجع بشكل خطير بسبب حملات الصيد والموائل الطبيعية، وهي مهددة أيضاً بالانقراض، والقروش والأسماك “20%” منها مهدد بالانقراض، والنمور الأسيوية أيضاً من ضمن القائمة نتيجة الاحترار الكوني، وهو ما يعني أننا سندمر الملاذ الأخير لعدد لا يحصى من الأنواع، ونغامر بالتالي بمستقبل البشرية ذاتها.
أما النباتات فـ “60%” منها مهددة بالانقراض بسبب التوسع العمراني المتزايد والسياحة المزدهرة والكثيفة ومن هذه النباتات: “حشيشة القنطريون” و”البوجلص” أي “لسان الثور”، لذلك فإن القائمة الحمراء مجرد نموذج يدلنا على محصلة أفعالنا من اجتثاث للغابات، وتدمير الموائل الطبيعية بسبب العمران، وتبديدنا لمواردنا المائية، والاستغلال المفرط للمواد الطبيعية، وتلويث الهواء، والتغير المناخي، وإدخال أنواع نباتية وحيوانية غريبة لا تناسب البيئة الطبيعية.
انقراض الأجناس
إن حجم الحيوانات والنباتات المهددة بالاندثار في سويسرا هو أكبر بكثير من أي بلد أوروبي، ونصف أنواع الحيوانات المحلية مهددة بالزوال، وأكثر من ثلث النباتات الزهرية إضافة إلى الطحالب أصبحت مدرجة على قائمة الكائنات التي تواجه خطر الانقراض، وهذه الظاهرة تشمل مختلف المناطق في العالم، لذلك تقوم الحكومة “السويسرية” بوضع إستراتيجية جديدة في هذا المجال بالتعاون مع منظمات دولية للحد من انقراض الأجناس. ومن المنتظر أن ترشح جملة من الإجراءات سيكون الغرض منها ضمان التنوع البيولوجي بصفة مستدامة ومن جهة أخرى ضمان تكيف ذلك التنوع مع التغيرات المختلفة.
“2010” هو العام الدولي للتنوع البيولوجي
إن قلة الوعي بأهمية التنوع البيولوجي في الماضي قد أدت إلى ضعف الإدارة السياسية لإطلاق مشروعات منسقة، وإن المسؤولين وبعض من الناس لا يَعُون حقاً الضرر الذي يصيب البيئة بسبب انقراض عدد كبير من الحيوانات والنباتات بحياتنا على المدى البعيد، إنّ عام “2010” هو العام الدولي للتنوع البيولوجي حسبما حددته الأمم المتحدة، لذلك وجب أن تلتئم الجهود وتتكاثف بصورة نوعية لتعزيز وعي الناس بأهمية تحقيق هذا الهدف، وأن يدرك الناس مع نهاية العام أن التنوع مهدد وأنه يؤثر على حياتنا، لذلك وجب عمل أنشطة خاصة داخل حدائق الحيوانات، وتنظيم رحلات وجولات في الحقول والمزارع، وسوف يتم منح جائزة “الاستدامة” خلال المؤتمر السنوي للحفاظ على البيئة، وستخصص جوائز للمشروعات التي تعنى بالتنوع البيولوجي.
مترجم عن مقالة للمهندس “رولاند شولدر”
من منظمة “دعم الطبيعة”