هل يستطيع أحداً إغراق الكرة الأرضية في ظلام معلوماتي!!
يعتمد العالم بأجمعه وبشكل أساسي، على شبكة الانترنت، وإذا قطعت تلك الشبكة فجأة، ستكون كارثة أكبر من توقعاتنا، فمن لديه القدرة على تخريب تلك الشبكة وقطعها نهائياً وإغراق الكرة الأرضية في ظلام معلوماتي دامس، وإعلان وفاة العالم الكترونياً..؟ّ!
“فيروس” قادر على نسخ نفسه!.
قطع الكابلات، حدث لأول مرة في شهر كانون الثاني عام 2003، وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح ذلك اليوم استيقظ خبراء أمن الانترنت على كارثة إلكترونية، حين اكتشفوا وجود “فيروس” من نوع “الدودة” قادر على نسخ نفسه والانتشار بشكل سريع داخل الانترنت ومهاجمتها بشراسة. وقد أصاب هذا “الفيروس” خلال عشر دقائق خمس وسبعون ألف جهاز، من مختلف دول العالم، وتسبب في توقف ثلاثة عشر ألف ماكينة صرف آلي للنقود في الولايات المتحدة الأميركية عن العمل، كما أجبر هذا “الفيروس” العديد من الرحلات الجوية على الهبوط.
وسبب هذه الكارثة دودة تسمى “SQL Slommer” عبارة عن برنامج كمبيوتر قادر على نسخ نفسه بشكل سريع، يمكنه اختراق نظم الأمان الخاصة بالشبكة، ويعود سرّ قدرته على إحداث هذا الدمار الشامل، هو استغلاله لثغرة أمنية في “SQL” لغة الاستعلامات البنيوية، هذا فضلاً عن أسلوبه الجديد في الهجوم، فغالبية “الفيروسات” التي سبقته كانت تعتمد على أسلوب اختراق أو حذف الملفات، ربما كانت من صنع شخص أو مجموعة، استطاعت أن تشل حركة الانترنت.
حزمة تحتوي على عشرات من الألياف.
إن وجود نقطة ضعف في شبكة الكابلات الموجودة في قاع البحار والمحيطات والتي تحمل الغالبية العظمى من إشارات الانترنت بين الدول، فتلك الكابلات هي عبارة عن حزمة تحتوي على العشرات وأحياناً على المئات من الكابلات المصنوعة من الألياف الزجاجية الناقلة للضوء. إن ما يتم نقله عبر هذه الألياف، هو الضوء وليس نبضات كهربائية، ويتم تغطية حزمة الكابلات، بطبقات من المواد الأخرى لضمان حمايتها في البيئة القاسية التي توجد فيها، أي في أعماق البحار والمحيطات، والتي غالباً ما تتعرض للقطع من قبل السفن البحرية، وبعضها يقبع في قاع البحر بعيداً عن السفن، أحياناً تقطع هذه الكابلات بمعدل ثلاث مرات يومياً، وهناك خمسة وعشرون سفينة عملاقة تبحر في البحار والمحيطات، بالقرب من مناطق مرور هذه الكابلات، لا تفعل شيئاً سوى إعادة وصل ما يتم قطعه منها، ومستخدموا الانترنت لا يشعرون بذلك لأنه يتم تحويل أشارة الكابل المقطوع إلى آخر سليم.
الكابل “SEA-ME-WE” هو العمود الفقري للانترنت بين الدول جنوب شرق أسيا والشرق الأوسط وأوربا الغربية وشبه القارة الهندية، ويصل طوله نحو 18 ألف كيلومتر من ميناء “مرسيليا” حتى “سنغافورة”، وقد أشار عدد من الخبراء إلى دور الجماعات الإرهابية في قطع الكابلات البحرية، أو أن هناك هدف آخر لقطع الانترنت عن “إيران” بهدف تركيب وسائل تنصت عليها.
13 خادماً حول العالم!!
إن التخطيط لمثل هذا التخريب يحتاج إلى درجة عالية من التنسيق بين مجموعات كبيرة منتشرة في كل مكان في العالم، وهناك هدف آخر كامل يمكن لأي شخص استهدافه وتدمير الانترنت، ألا وهو أجهزة الخوادم “خدمة أسماء النطاق”، ويوجد 13 خادماً حول العالم، لدى “الولايات المتحدة” عشر منها، والثلاثة الباقية في “لندن” و”السويد” و”اليابان”، والتي تعرضت إلى هجوم في عام 2002، لذلك زود الخبراء تلك الخوادم بنظام حماية يعرف بـ “an ycast” لتصدّ هجوماً أعنف.
من الذي يريد تخريب الانترنت؟؟
أكد خبير أمن الانترنت “بروس شناير” أنه ليس لدى أي شخص القدرة على تخريب الانترنت، فالإرهابيون همهم نشر الإرهاب وليس تخريب الشبكة، أما لصوص الشبكة والذين يهمهم الاستيلاء على المال عبر مواقع البنوك والشركات، فتخريب الانترنت غير مجدي لهم.
“الهاكرز” الذي يشار إليهم دائماً بعد كل هجوم بأصابع الاتهام أيضاً، ليس لهم مصلحة بتدمير الانترنت، لأنهم سيفقدون بذلك عملهم والطريقة التي يشبعون بها رغباتهم.
يؤكد “شناير” أن هناك نوعان من الهجمات، الأولى ملموسة كقطع الكابلات، والثانية محسوسة كالهجمات الالكترونية من اختراعات ونشر “فيروسات”.
هذه النوعية من الهجمات تشل حركة الانترنت في دول ومناطق جغرافية بالكامل، في حين يقتصر ضرر قطع الكابلات على المنطقة التي تتصل بالانترنت من خلاله، وعادة ما يتم تحويل إشارة هذا الكابل المقطوع إلى آخر سليم.